تظاهر حشود من المواطنين والعمال اللبنانيين، عصر أمس ، بدعوة من الاتحاد العمالي العام، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية وغلاء البنزين، منطلقين من ساحة بشارة الخوري في اتجاه مقر مجلس الوزراء في محلة المتحف، اثناء عقده جلسته الأسبوعية برئاسة رئيس الحكومة سليم الحص، مرددين هتافات اتهمت الحكومة واعضاءها ب"الكاذبين والسارقين". التظاهرة انطلقت الخامسة والنصف بعد الظهر، تحت شعار"صرخة ضد الجوع والقهر والفقر"، وتقدمها رئيس الاتحاد الياس أبو رزق والنواب مروان حمادة وعبدالله قصير حزب الله وعلي حسن خليل حركة "أمل" وجميل شماس والنائب السابق زهير العبيدي والأمين العام للحزب الشيوعي فاروق دحروج ونائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي دريد ياغي، وشارك فيها مسؤولون حزبيون وممثلون لقوى عمالية ونقابية واتحادات ومكتب المعلمين وهيئة التنسيق النقابية، من مختلف المناطق اللبنانية. ورفعت مجموعات من الأحزاب راياتها الى جانب العلم اللبناني وراية الاتحاد العمالي ولافتات كثيرة، كتب على بعضها "تحصين الوطن بالقضاء على البطالة والجوع والفقر"، و"اصلاح الاقتصاد وتحديثه اساس قيام دولة القانون والمؤسسات"، و"الويل لحاكم أذناه صمتا عن سماع انين عماله"، و"قصف اسرائيل لمحطة دير عمار " طرد 60 موظفاً = ظلم وظلام في لبنان"، و"بمزيد من ارتفاع اسعار البنزين ننعى اليكم ارزاق السائقين العموميين. لحكومتكم طول البقاء". وردد المتظاهرون، الذين ساروا وسط تدابير أمنية كثيفة تولاها عناصر من قوى الامن الداخلي والجيش وفرقة مكافحة الشغب، هتافات بمكبرات الصوت ضد الحكومة منها "هيدي منا حكومة شعب هيدي حكومة حرامية"، و"هيدي حكومة سراقين بدنا ناكل جوعانين"، و"نحن شعب بيعطي دم، وهني قرطة هم مجموعة سراقين وكذابين". و"رفعتوا سعر البنزين وعيشتونا بالتقنين/ حالتنا عم تدهور يا حكومي ويا مسؤولين". ودعوا الحكومة والمجلس النيابي إلى الاستقالة. وتوقف المتظاهرون في ساحة المتحف أمام حاجز أمني كبير معزز بسيارات الإطفاء المزودة خراطيم ماء، على بعد 800 من مقر مجلس الوزراء الذي أكمل جلسته. وتردد أنهم لم يطلبوا مقابلة أي من الوزراء، في حين لم يوفد مجلس الوزراء أحداً للقائهم. وألقى أبو رزق كلمة في المتظاهرين هدد فيها باعلان الإضراب المفتوح في كل القطاعات "اذا لم تلجأ الحكومة الى وضع برامج تصحيحية". ودعا الهيئات الاقتصادية الى اجتماعات دورية مفتوحة ووضع برنامج انقاذ معيشي. وطالب بمحاكمة الوزراء. وقال ان الناس "سئموا التصريحات والوعود، ولم يعودوا يحتملون الضرائب. لا لحكومة نصف اللبنانيين تحت خط الجوع وحكومة الفوائد التي يدفعها الفقراء". وقال مصدر قيادي في الاتحاد العمالي ان الحواجز الأمنية عمدت الى عرقلة وصول الحشود الى مكان تجمع انطلاق التظاهرة، ما سبب تأخيره. وقال أبو رزق ان الحواجز عطلت الوصول حتى على النواب وان بعضها أخذ يدقق في ميكانيك السيارات على دائرة كيلومتر حول مكان التجمع ما اضطر الكثيرين الى السير مسافات طويلة للوصول. وذكر الأمين العام للاتحاد ياسر نعمة ان التظاهرة على رغم ذلك شهدت زخم مشاركة لا يستهان به، كماً ونوعاً. وأوضحت مصادر الاتحاد ان اعاقة وصول الناس الى التظاهرة جعلت قيادته تهدد بتغيير مسارها في الاتصالات التي جرت. واذ أشارت مصادر اعلامية الى حصول توقيفات، قال مصدر امني ان 5 اشخاص اوقفوا يحملون سلاحاً ظاهراً في منطقة بعيدة عن خط سير التظاهرة ولا علاقة لهم بها. وأكد المصدر ل"الحياة" ان القوى الأمنية لم تمنع وصول المشاركين في التظاهرة اليها.