أولج العصر سلاحه بين كثبان الصحارى شهقت... بيدٌ عذارى حين سال وانبثق لَزِجٌ... مكبوت من ملايين السنين نافثاً... وهجاً وناراً كلهاث من تنين ناثراً... أمطار نورٍ كعناقيد لآلئ تتأرجح فوق جيدٍ أو جبين غامراً واحات كسلى كنؤوم... في الخدور مغرقاً وديان ملأى بكهوفٍ وجحور *** نفض الضَبُّ... ... دثاره سائلاً عما يدور..؟ سائل يغمر داره... فإذا الجحر غريق أسرع الضب خروجاً بعد أن كاد... ... يفيق... فتعجب وتسمر...! ... كل شيءٍ قد تغيّر...!! *** لم تعد تلك المرابع منبتاً... خُضر المراتع بخزامى... وقوافي... وقوافل...! لم تعد تلك المضارب مربضاً يفخر... بكريم الخيل... والهجن الأصائل...! فالبوادي والقفار أينعت... سود الثمار...؟! *** فإذا البر... يمور بعقارب وثعالب... ... ونسور! وإذا الخلجان تطفح بتماسيح وحيتانٍ ... تدور! وترى الناس حيارى بين شيخ قد ترنح... من جحود الأقرباء وشيوخ تتسلح بحراب الغرباء أين هاتيك البوادي ... من بلادي؟ لا صهيلٍ... لا صليلٍ... لا مهور...! من تُرى يحمي الثغور؟ أتمائم... أم... عمائم أم... بخور؟! *** أطرق الضب طويلاً... بمتفكر... أيُهاجر... أم يُجاهر... أم معاداً للجحور..؟ كل صبح... يستجير... كل ليل... يستخير... ربي... وضح لي الأمور... واكفني شر... الشرور...!! يوسف بن عبدالرحمن الذكير كاتب سعودي