كثّفت الجهات العامة ووسائل الاعلام السورية بأنواعها حملتها الارشادية للحدّ من هدر المياه بعد موجة الجفاف التي ضربت البلاد في السنتين الاخيرتين. واعلنت محافظة دمشق اجراءات صارمة ضد من يعمد الى هدر المياه واغلقت اخيراً مقهى "الهافانا" احد المقاهي التي يرتادها المثقفون والصحافيون وسط العاصمة، لمدة اسبوع بسبب قيام أحد العاملين فيه بهدر مياه الشرب على الارصفة المتاخمة له. ويأتي هذا القرار في اطار التقنين الذي تقوم به "المؤسسة العامة لمياه عين الفيجة" التي تعاني عجزاً في تأمين مياه الشرب لمدينة دمشق. ويبلغ عدد سكان العاصمة السورية 2.62 مليون نسمة يتزايدون سنوياً بنسبة ثلاثة في المئة، وهم يشربون من الموارد المائية نفسها التي كانت تغذّي المدينة، عندما كان عدد سكانها يساوي اقل من ربع السكان الحاليين. وتقدر دراسة يابانية حاجة سورية من المياه بنحو 2.9 مليون متر مكعب سنوياً في الوقت الذي يوجد فيه 102 من السدود لتخزين ما يزيد عن 1.5 بليون متر مكعب، اي ان حاجات البلاد من المياه تكاد تقارب ضعفي المصادر المائية المتوافرة. وكانت الدراسة شملت 60 في المئة من مساحة القطر لأهم الاحواض المائية ما عدا الفرات واليرموك. وطلب محافظ دمشق نبيل نصري متابعة ميدانية ل"ضبط المخالفات بحق كل من يقوم بهدر مياه الشرب واحالته الى القضاء". ودعا المواطنين في المحافظة الى التقيّد بالتعليمات الصادرة بشأن استخدام مياه الشرب واتباع سبل ترشيدها للحفاظ على هذه الثروة الهامة. وكان رئيس الوزراء الدكتور محمد مصطفى ميرو وجّه الى عدد من الوزراء، بالتعاون مع محافظة دمشق ومديري المؤسسات الاعلامية، ل"وضع خطة واقعية وعملية لتعميق الوعي الشعبي العام بأهمية المياه في ظروف انحباس الامطار والجفاف وتأثير ذلك على مخزون المياه الجوفية في الاحواض المائية". وتلجأ "مؤسسة الفيجة" حالياً الى التقنين لتوفير مياه الشرب. وتصل مدة التقنين الى 14 ساعة يومياً والى خمسة ايام في بعض مناطق محافظة الريف.