بلغت الازمة الائتلافية التي يواجهها رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك داخل حكومته ذروتها بينما فشلت جهود وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ما حال دون تحديد موعد لقمة ثلاثية في واشنطن تضم باراك والرئيسين الفلسطيني ياسر عرفات والاميركي بيل كلينتون كان من المتوقع عقدها نهاية الشهر الجاري. واعلنت اولبرايت بدلا من ذلك قمة بين عرفات وكلينتون في الرابع عشر من الشهر الجاري ونقل المفاوضات بين الطرفين "على مستوى اللجان الفنية"الى واشنطن. تفاصيل ص 5. ويواجه باراك اليوم اصعب ايامه منذ توليه منصب رئيس الوزراء قبل عام بالنظر الى ان ائتلافه الحكومي بات قاب قوسين أو أدنى من الانهيار في اعقاب تأكيد ثلاث كتل برلمانية مشاركة في الحكومة عزمها التصويت الى جانب اقتراح بحل البرلمان الاسرائيلي الكنيست وتقديم موعد اجراء انتخابات عامة. وانضم الى المنادين بحل البرلمان الحزب الثاني في الائتلاف الحكومي وهو حزب شاس الديني بعد أن قطع باراك نفسه الحبل بينه وبين هذا الحزب بعد شد ورخي دام اكثر من عشرة شهور. ولا يعني الاقتراح الذي سيقدمه حزب "اسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف يضم يهودا ناطقين بالروسية للتصويت عليه اليوم والمتوقع ان يحظى بغالبية 61 صوتا من اصل 120 اذا ما نفذ حزب "شاس" تهديداته بأي حال من الاحوال ان انتخابات اسرائيلية جديدة هي بالفعل على الابواب. ذلك ان آليات تحويل الاقتراحات الى قرارات واجبة التنفيذ في الكنيست الاسرائيلي تمر في ثلاث مراحل مختلفة تتيح المجال أمام باراك لانقاذ ائتلافه الحالي أو تشكيل حكومة جديدة ذات تركيبة ائتلافية مختلفة أو أن يحول الانتخابات المقبلة الى عملية استفتاء على اتفاق-اسرائيلي فلسطيني محتمل. وعلى رغم محاولة المسؤولين في حزب "شاس" ابداء عدم تأثرهم بقرار باراك وقف المفاوضات معهم في شأن تمويل جهاز التعليم الديني التابع للحزب والذي يواجه الافلاس،الا ان مصادر اسرائيلية تشير الى احتمال تراجع الحركة عن قرارها بسبب المخاطر المترتبة على تقديم موعد الانتخابات على الحركة نفسها، خصوصا بعد ان فقدت زعيمها المحبوب في اوساط المتدينيين ارييه درعي. وقال عضو الكنيست صالح طريف من حزب العمل الذي يقوده باراك أنه يبدو ان رئيس الوزراء ادرك انه لا يحظى بتأييد غالبية في الكنيست وانه لا يستطيع اتخاذ القرارات ولا تنفيذها في ظل هذا الوضع ولذلك قرر أن لا يخضع لضغوط "شاس" مراهنا على ان هذه الحركة الدينية لا تملك الشجاعة الكافية لتنفيذ تهديداتها التي سئمت منها الحلبة السياسية الاسرائيلية. وأعلنت الكتل البرلمانية العربية انها ستصوت ضد اقتراح تبكير موعد الانتخابات الا أن زعماء هذه الحركة ومن بينهم رئيس الحركة العربية للتغيير أحمد الطيبي ذكروا باراك خلال اجتماعهم معه مساء الاثنين بأنه ما يزال في منصبه بفضل اصواتهم وانهم لن يقبلوا بعد الآن ان يعد من دون ان يفي بتعهداته لهم وللجماهير العربية التي تعاني من التمييز والعنصرية. غير ان اصوات اعضاء هذه الكتل 10 مقاعد في الكنيست لن تستطيع اسقاط الاقتراح اذا ما نفذ حزب "شاس" تهديده وصوت جميع اعضائه ال 17 مع الاقتراح. ولوحظ تشدد باراك في تصريحاته خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية في ما يتعلق بالمسار التفاوضي مع الفلسطينيين وتأكيده انه لا ينوي "التنازل" كما يدعي اليمين الاسرائيلي واعرابه عن مواقف تقع الى يمين اليمين الاسرائيلي المتطرف.