} طرأ عنصر جديد على قضية لوكربي عشية إستئناف محاكمة المتهمين الليبيين اليوم أمام المحكمة الأسكتلندية المنعقدة في كامب زايست، وسط هولندا. إذ زعم إيراني يقول انه مسؤول بارز في أجهزة الإستخبارات الإيرانية، ان بلاده هي التي خططت وموّلت عملية تفجير الطائرة الأميركية فوق لوكربي سنة 1988، وهو الحادث الذي أودى بحياة 270 شخصاً. من المقرر ان تكون محطة التلفزيون الأميركية "سي. بي. أس." بثت مساء أمس مقابلة أجرتها مع العميل الإيراني، أحمد بهبهاني الذي يقول انه نسّق "عمليات الإرهاب الخارجية" لبلاده طوال عقد من الزمن. وقالت المحطة في تقرير على موقعها في شبكة الإنترنت ان مراسلتها لسلي ستال التقت الإيراني في مكان ما في تركيا وإنها عرضت روايته مع مسؤولين في إدارة الرئيس بيل كلينتون للتحقق منها. وأوضحت ان ضباطاً في أجهزة الإستخبارات إستجوبوا بهبهاني الموضوع تحت "الإقامة الوقائية" في تركيا، وانهم أكدوا فقط انه "في الإستخبارات" من دون تقديم أي معلومات إضافية. وذكرت "سي.بي.اس" ان بهبهاني أبلغها انه أشرف على اغتيالات وعمليات إرهابية أساسية لمصلحة بلاده طوال السنوات العشر الماضية، قبل انشقاقه قبل نحو أربعة أشهر. وقالت الصحافية ستال ان بهبهاني "أخبرنا عن عمليات إرهابية مختلفة يقول ان حكومة إيران لم تكن متورطة فيها فحسب، بل أدارتها وخططت لها وموّلتها أيضاً". ويزعم الإيراني ان في حوزته وثائق "تثبت" ان إيران وراء تفجير طائرة ال"بان أميركان" فوق لوكربي. وهو يقول أيضاً "ان إيران إستأجرت الليبيين، جلبتهما من ليبيا، درّبتهما. القُنبلة صُنعت في ليبيا، ثم أُرسلا لتنفيذ الجريمة". ويُتوقع ان تنفي إيران مزاعم بهبهاني، وهي ليست الأولى التي تشير الى تورط إيراني في تفجير ال"بان أميركان". وكانت طهران نفت في السابق انها فجّرت الطائرة الأميركية رداً على إسقاط البحرية الأميركية في الخليج "خطأ" طائرة مدنية إيرانية سنة 1988. وكان زعماء إيرانيون تعهدوا وقتها "الإنتقام" لضحايا الطائرة. لكن القضية سوّيت لاحقاً بعدما وافقت واشنطن على دفع تعويض للإيرانيين. ويزعم الإدعاء الإسكتلندي ان الليبيين عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة هما من نفّذ عملية تفجير الطائرة خلال عملهما في "شركة الخطوط الليبية" في مطار مالطا. ويقول الإدعاء انهما دسّا حقيبة مفخخة في طائرة متجهة من مطار لوقا المالطي الى مطار فرانكفورت الألماني، وانها نُقلت منه في حاوية على متن طائرة أخرى متّجهة الى مطار هيثرو اللندني حيث نُقلت مجدداً الى متن طائرة ال"بان أميركان" في رحلتها المشؤومة الى نيويورك مساء يوم 21 كانون الأول ديسمبر 1988. وينفي محامو الليبيين مسؤوليتهما عن تفجير الطائرة. ويقولون ان إعضاء في جماعتين فلسطينيتين، هما "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" بزعامة أحمد جبريل و"جبهة النضال الشعبي" بزعامة سمير غوشة، هم من نفّذ الإعتداء على الطائرة الأميركية. ونفت الجماعتان مزاعم محامي الدفاع عن المقرحي وفحيمة. موقف الإدعاء ويأتي كلام العميل الإيراني، في وقت حرج للإدعاء في قضية لوكربي. إذ انه يُساهم في إلقاء مزيد من الشكوك في صدقية قرار الإتهام الذي يؤكد ان ليبيا، وليس أي جهة أخرى، تقف وراء تفجير الطائرة. وسعى محامو الإدعاء في جلسات المحكمة خلال الأيام الماضية الى تأكيد ان تفجير الطائرة إنطلق من الحقيبة المفخخة في الحاوية التي نُقلت من فرانكفورت. وكانوا يحاولون بذلك دحض مزاعم تقرير لشركة "ميبو" السويسرية مفاده ان المتفجرة كانت موضوعة على جدار الطائرة، وليس في حاوية نقل الحقائب. وقال صاحب الشركة إدوين بولييه ل "الحياة" 17 أيار/مايو الماضي ان التقرير الذي أعده خبراء بناء على طلبه، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان الإنفجار لم يحصل داخل حاوية نقل الحقائب، لأنه لو حصل داخلها لما كان أدى الى تحطم الطائرة في الجو. وأكد بولييه أيضاً ان جهاز توقيت تفجير الطائرة ليس من صنع شركته، متراجعاً بذلك عن إفادة سابقة له سنة 1991 يُقر فيها بأنه باع ليبيا في الثمانينات أجهزة توقيت مماثلة للجهاز المُستخدم في لوكربي. وانتقد الإدعاء الإسكتلندي كلام بولييه الذي ورد أيضاً في صحيفة إسكتلندية وعلى موقع شركته في شبكة الإنترنت. وتعزّز موقف الإدعاء يوم الجمعة بشهادة لباحث بريطاني أمام المحكمة في كامب زايست. إذ قال كريستوفر بيل الذي يعمل في وكالة التقييم الدفاعي والبحوث التابعة للحكومة البريطانية، ان القنبلة التي اسقطت طائرة الركاب الأميركية كانت قرب هيكل الطائرة. واكد بيل ان القنبلة تزن 540 غراماً كانت على مسافة نحو 51 سنتيمتراً من جسم الطائرة مما يوحي بأنها كانت في مخزن الامتعة. انقرة في أنقرة، قال ناطق باسم الاستخبارات التركية إنه لو كان صحيحاً ان الاستخبارات الأميركية استمعت الى شهادة الإيراني بهبهاني فإنها لا بد ان تكون حصلت على إذن من وزارة الخارجية التركية. إذ ان الخارجية وليست الاستخبارات هي الجهة المخوّلة إعطاء الإذن بذلك. وفضّل مسؤولون أتراك عدم التعليق على الأنباء عن وجود بهبهاني في الأراضي التركية، علماً انهم كانوا نفوا الأسبوع الماضي نبأ لجوء أحد المسؤولين الإيرانيين الى أنقرة. وكانت صحيفة "ملليت" الواسعة الانتشار ذكرت ان أجهزة الأمن التركية استندت الى معلومات حصلت عليها من المسؤول الإيراني المنشق للقبض على متهمين بالضلوع في اغتيال مثقفين علمانيين وتفجيرات في تركيا في أوائل التسعينات. وقال ماهر كايناك، المسؤول المتقاعد في الإستخبارات التركية، إن ما ذُكر عن عمليات الاغتيال والقائمين بها "سيناريو" أعدته جهات في الاستخبارات التركية نفسها. ويتزامن ذلك مع أنباء عن جهود ل"الإيقاع بين أنقرةوطهران" ووقف التقارب بينهما. وتتردد إشاعات عن خطة أميركية - إسرائيلية للضغط على إيران من خلال تركيا التي يُزعم انها وافقت على لعب هذا الدور من أجل مساومتها في قضية اليهود المتهمين بالتجسس.