"ضحية" ثانية من "ضحايا" سفاح الطالبات ظهرت في صنعاء، وهي على قيد الحياة وتعمل طبيبة، وأبلغت النيابة أمس احتجاجها على ورود اسمها في القضية. ووعد محامي الدفاع بمزيد من المفاجآت اليوم. وتستأنف اليوم محاكمة السفاح في مشرحة كلية الطب في جامعة صنعاء السوداني محمد آدم عمر أمام محكمة بني الحارث الابتدائية برئاسة القاضي يحيى الاسلمي، الذي كان قرر السبت الاستماع الى افادات الطبيب الشرعي واللجنة الطبية الفنية 4 أعضاء في شأن الموجودات من الجثث والقطع البشرية في مشرحة كلية الطب، في ضوء الدعوى التي رفعها طلاب الجامعة ولجنة الدفاع عن الحقوق والحريات الطلابية واتحاد الطلاب وفروعه ضد الجامعة، ممثلة بهيئتها والمسؤولين في كلية الطب والأمن الجامعي بسبب الاهمال في أداء واجبهم والإخلال بواجبات وظائفهم وعدم مراعاة القوانين واللوائح والأنظمة وعدم توخي الحيطة والحذر اللازمين في كل الأعمال والتصرفات المرتبطة بقضية السفاح. واعتبر المحامي جمال الدين الاديمي الذي رفع الدعوى بتوكيل من الاتحادات الطلابية ان النيابة العامة "أهملت في التحقيقات التي أجرتها مع السفاح وأتاحت له الفرصة للتضليل والكذب والمراوغة، مما يعني أن التناقضات التي وردت في ملف القضية تخدم أغراض السفاح أو تغطي على مجرمين وجرائم أكبر". وأضاف الاديمي ل"الحياة": "لدينا شكوك قوية في أن هناك ضغوطاً تمارس على النيابة من أجل عدم مواصلة التحقيق في الاهمال والتسيب والتقصير في جامعة صنعاء وكلية الطب. ولم تقدم النيابة أي مسؤول عن تلك القضايا كما وعدت". ورأى "ان الضغوط يمارسها مجهولون"، مشيراً الى انكار النيابة وجود دليل على الاهمال في الجامعة "متناسية جريمة السفاح في كلية الطب!". وكانت مصادر قضائية وأمنية أكدت ل"الحياة" ان السفاح اعترف بقتل 16 طالبة وامرأة داخل مشرحة الكلية قبل أن تنشر الصحافة هذا العدد من الضحايا، خلافاً لادعاء المتهم بأنه انساق في اعترافاته بقتل 16 فتاة وراء الصحافة التي سبقته الى الحديث عن 16 ضحية. وكشف المحامي الدكتور محمد الخطيب الذي كلفته المحكمة الدفاع عن آدم ل"الحياة" ظهور واحدة أخرى من الاسماء التي كان السفاح ادعى بأنها من ضحاياه، وقال ان أميرة التويتي وهي طبيبة عاملة حضرت معه الى مقر النيابة أمس وقدمت احتجاجاً على عدم التحري في أكاذيب المتهم، وأفادت ان اسمها أدرج في تقارير الاتهام مع أنها تخرجت من كلية الطب عام 1993 بسبب كراسة كانت أعارتها الى زميلة لها في الكلية فقدتها أو نسيتها داخل المشرحة، ومن هنا تمكن السفاح من "تركيب أقاويله". وأضاف المحامي الخطيب ان الدكتورة أميرة تتذكر ان آدم كان مجرد عامل في المشرحة مسؤولاً عن الجثث ولم يسبق أن تعرف اليها من قبل. وأوضح انه يحتفظ بمفاجآت أخرى أمام المحكمة اليوم، لافتاً الى عدم تمكنه من لقاء السفاح الذي يدافع عنه بموجب تكليف من المحكمة وموافقة المتهم. وأكد ان هناك اختلالات يجب تداركها في اجراءات التحقيق والمحاكمة سيوضحها اليوم أمام المحكمة، لافتاً الى وجود أخريات على قيد الحياة سيكشف عنهن تباعاً بعدما وردت اسماؤهن بين "الضحايا". واعتبرت النيابة العامة تراجع السفاح عن اعترافاته السابقة بقتل 16 فتاة وتأكيده ان ضحاياه اثنتان فقط لا يناقض قرار الاتهام، معتبرة أن آدم سيواجه عقوبة الاعدام سواء قتل واحدة أو أكثر. وتوقعت أن ترفض المحكمة إعادة القضية الى النيابة للتحقيق لأن "دفوعات المحامين صدرت عن جهالة".