التزمت بغداد الصمت حيال حادث اقتحام مسلح عراقي مقر "منظمة الأغذية والزراعة" فاو في بغداد أول من أمس ومقتل اثنين من موظفي المنظمة، فيما أعلنت الأممالمتحدة أنها تدرس "آلية لتعزيز الاجراءات الأمنية" حول مقار وكالاتها ومنظماتها في العراق. وتواصل السلطات العراقية التحقيق مع العراقي فؤاد حسين حيدر الذي أكد في مؤتمر صحافي ان "الحصار وموت آلاف الأطفال والنساء والشيوخ" دفعاه إلى الاعتداء على مقر "فاو"، وكشف أنه خطط لاغتيال ريتشارد بتلر ورالف اكيوس الرئيسين السابقين للجنة "أونسكوم". في غضون ذلك، طلبت بغداد من هيئة المفوضين في لجنة تعويضات حرب الخليج منحها مهلة "لا تقل عن سنة" قبل بت مسألة التعويضات التي تطالب بها الكويت. ويتوقع ان تنظر اللجنة في جنيف اليوم في مطالبة شركة النفط الكويتية بتعويضات مقدارها 22 بليون دولار، علماً ان هيئة المفوضين اقترحت مبلغاً بديلاً هو 9.15 بليون دولار. ونقلت البعثة العراقية لدى الأممالمتحدة إلى أعضاء مجلس الأمن في نيويورك ثلاثة مطالب هي: عدم الموافقة على توصية الهيئة بتقديم 9.15 بليون دولار تعويضات، وإحالة مطالبتين كويتيتين على هيئة مفوضين مختصة بالنظر في المطالبات الحكومية، ومنح العراق مهلة لا تقل عن سنة لتقديم دفوعه و"تأمين المستلزمات المالية لمكاتب قانونية واستشارية أجنبية وفق ترتيبات يتفق عليها بالتشاور" مع بغداد. وأعدت البعثة رسالة إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة تتضمن ردود العراق على المطالبات، وذلك في 120 صفحة. على صعيد آخر، التزمت بغداد رسمياً الصمت حيال الاعتداء على مقر "فاو"، فيما لمحت مصادر مطلعة إلى ان التحقيق الذي تجريه السلطات العراقية قد يتطلب شهراً. وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة مانويل دي المايدا اسيلفا: "ندرس وضع آلية لتعزيز الاجراءات الأمنية" من أجل حماية الموظفين الدوليين العاملين في برنامج الأممالمتحدة في العراق. وأشار إلى أن التحقيق في الاعتداء الذي اوقع قتيلين وسبعة جرحى "في أيدي السلطات العراقية". واعتبرت مصادر مطلعة ان الاعتداء وضع العراق "في وضع محرج"، إذ تصعب عليه ادانة منفذه، لأنه يريد رفع العقوبات، ولكن لا يمكنه تأييده لقيامه بعمل غير مشروع أدى إلى مقتل موظفين دوليين. وقالت ان بغداد تريد التعامل مع الاعتداء بوصفه حادثاً منعزلاً، وهي عازمة على التحقيق في خلفية الرجل، وكيفية حصوله على السلاح، ومن أيده وكيف خطط للعملية، والنيات التي كشفها وتضمنت التخطيط لاغتيال رالف اكيوس وريتشارد بتلر، الرئيسين السابقين للجنة "اونسكوم". وكان مجلس الأمن أصدر بياناً للصحافة أول من أمس ندد بالاعتداء على مقر "فاو"، مشدداً على "الحاجة لضمان أمن وسلامة" الموظفين الدوليين في العراق. وأشار البيان إلى التحقيق الذي تجريه السلطات العراقية، وأكد ان اعضاء المجلس "يرغبون في النتيجة بأسرع ما يمكن".