أثبت لاعبو الاتحاد أن لهم الفضل الأساسي في إحراز ناديهم ثمانية ألقاب في المواسم الثلاثة الأخيرة، وأكدوا لمنتقديهم قدرتهم على تحقيق الألقاب من دون الاعتماد على مدرب أو لاعب معين. ونجح لاعبو الاتحاد في كسب تحدي الكثيرين لهم نافين مقولة عدم استطاعتهم تحقيق البطولات من دون وجود المدرب البلجيكي ديمتري دافيدوفيتش والمهاجم المغربي أحمد بهجا. إذ تمكنوا قبل نحو شهر من الفوز بكأس دوري خادم الحرمين الشريفين تحت قيادة بيدرو الذي لا يمتلك قدرات تدريبية واسعة لأنه مدرب تمارين لياقة في الأصل. وكان ديمتري قاد الاتحاد الى الفوز بسبع بطولات خلال موسمين، ولعب المغربي بهجا دوراً مهماً في حصد جل هذه الألقاب. ويرى البعض أن لاعبي الاتحاد يعانون عقدة المدرب البلجيكي والمهاجم المغربي، ما يجعلهم يفقدون الثقة بأنفسهم في المباريات المهمة التي اعتادوا على كسبها بتعليمات ديمتري وبهجا. وهم حاولوا نفي وجود هذه العقدة واثبات أنهم المحرك الأساسي للفوز بالبطولات، لكنهم فشلوا في اقناع الكثيرين بعدما توالى ضياع الألقاب وفشل الفريق في تأكيد جدارته في الحصول على أربع كؤوس في الموسم الماضي، ما جعل معاناة لاعبي الاتحاد تزداد بنكران الكثيرين لأهمية دورهم في تحقيق البطولات، ونسبها الى ديمتري قبل أن ينتقل الى الشارقة الاماراتي في الموسم 1997 - 1998، فغابت الألقاب عن الاتحاديين. وعاد ديمتري اليهم في موسم 1998 - 1999 وعادت معه الألقاب فأحرزوا أربعة ألقاب في موسم واحد. وعندما رحل الى الوصل الاماراتي قبل بداية الموسم 1999 - 2000، راهن الكثيرون على ان الاتحاد سيبقى من دون ألقاب في انتظار عودته الموسم المقبل ليتمكن من تحقيق بطولة جديدة. بيد أن الاتحاديين انتصروا أخيراً، وأثبتوا للمشككين أهمية دورهم في انجازات فريقهم. وتمكنوا من الاستفادة من مبارياتهم الأخيرة هذا الموسم. وحققوا الفوز على جارهم الأهلي 2 - 1 في نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، ونالوا أهم بطولات الموسم من دون وجود ديمتري معهم. وأكدوا أنهم لا يعانون عقدة تمنعهم من تحقيق البطولات، وان فريقهم لا ينتظر ديمتري أو بهجا كشرط للفوز بالألقاب. تهميش ويبدو أن الكثيرين تجنّوا على لاعبي الاتحاد، وهمّشوا دورهم الأساسي في انجازات فريقهم. ولم يتنبهوا الى ان الاتحاديين لا يعانون "عقدة" المدرب ديمتري والمهاجم بهجا اللذين فشلا في تحقيق الألقاب بعيداً عن الاتحاد. ولم يتمكن ديمتري من تحقيق انجازات منذ رحيله عن الاتحاد، وتعرض الى الاقالة من منصبه كمدرب للشارقة، ونال المصير ذاته حيث أقاله مسؤولو الوحدة الاماراتي، بينما فشل بهجا في تحقيق انجاز يذكر منذ رحيله الى الوصل الاماراتي واثبات هويته كمهاجم وأحرز هدفاً يتيماً من ركلة جزاء طوال مباريات الموسم مع النصر. واتضح انه استفاد في السابق من لاعبي الاتحاد الذين ساعدوه في احراز 25 هدفاً في الموسم 1996 - 1997، قادته الى إحراز لقب هدّاف العرب. وعلى رغم ان لاعبي الاتحاد والمدرب ديمتري والمهاجم بهجا شكلوا مثلث انجازات رهيباً، إلا أن اللاعبين اثبتوا عدم حاجتهم لضلعي المثلث الآخرين وانهم يستطيعون العمل بنجاح بعيداً عن ديمتري وبهجا. ولا ينكر المسؤولون في الاتحاد قوة فريقهم وعروضه اللافتة عندما تجتمع اضلاع مثلث البطولات، ما جعلهم يسعون في الأيام الماضية الى اجراء اتصالات بالمدرب البلجيكي والمهاجم المغربي في محاولة للم شمل عناصر التشكيلة الذهبية التي حققت انجازات تاريخية، لم يحلم بعضهم بتحقيق نصفها. وتبدو مسألة عودة ديمتري الى تدريب الاتحاد شبه مؤكدة، وربما أعلن الاتحاديون الأسبوع المقبل انهاء تعاقدهم الجديد معه بينما يرفضون عودة بهجا الذي طلب اللعب للاتحاد. بيد أن رئيس النادي ربما وقع عقداً في الأيام المقبلة مع المهاجم المغربي خصوصاً بعد سعي الاهلي للتعاقد معه.