تلقى الرئيس حسني مبارك اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك تم خلاله بحث عدد من المواضيع المطروحة لتحقيق تقدم على المسار الفلسطيني، في حين استقبل وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى أمس النائب العربي في الكنيست صالح طريف الذي يزور القاهرة حالياً. واكد موسى بعد محادثاته مع طريف الذي يزور القاهرة حاليا ان مصر لن تشارك في لقاء قمة محتمل يضم الرئيس الاميركي بيل كلينتون والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك. ورد موسى بالنفي على سؤال صحافي بشأن ما اذا كانت "مصر ستشارك في مثل هذه القمة"، من دون مزيد من التوضيحات. وبدا واضحا مع ذلك انه ينفي قبول مصر باقتراح حمله طريف من باراك الى القاهرة. ووصف طريف عقب اللقاء الظرف الحالي الذي تمر به عملية السلام على المسار الفلسطيني بأنه ظرف بالغ الحساسية ويتطلب وضع حلول سريعة نظراً للوضع الداخلي في إسرائيل واستمرار مشاكل الائتلاف الحكومي مع حزب شاس الديني. وقال: "إذا لم تحل هذه المشاكل فسيصعب على باراك اتخاذ قرار يتمتع بالغالبية في عملية السلام". وأكد طريف أن الظرف الحالي يستدعي تعاون القيادة المصرية في عقد قمة رباعية تضم مبارك والرئيسين بيل كلينتون وياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي ويمكن أن تؤدي إلى إيجاد حل للمشاكل التي تواجه المسار الفلسطيني حالياً خلال الأشهر القليلة المقبلة. وأوضح في هذا الصدد أنه عرض على موسى بعض الأفكار التي يحملها من رئيس الوزراء الإسرائيلي في إطار تبادل الآراء والأفكار مع مصر. وقال: "إن اتخاذ القرارات الصعبة يجب أن يتم الآن، اذ إن المفاوضات على مستوى كبار المسؤولين بين امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن والبروفيسور شلومو بن عامي وصلت إلى اقصى ما يمكن أن تصل إليه من اتخاذ قرارات، والباقي وهو نحو 10 في المئة يجب أن تتخذ فيه قرارات سياسية تاريخية على مستوى قيادة الجانبين وهو ما يمكن لمصر أن تلعب فيه دوراً كبيراً وباراك يرى أن مبارك يمكن ان يقوم بهذا الدور لتحقيق التقدم المطلوب". وشدد طريف على أن قمة جديدة لإنقاذ عملية السلام على غرار كمب ديفيد الأولى تشارك فيها مصر والولايات المتحدة وإسرائيل والفلسطينيين "يمكن ان تؤدي الى اتخاذ قرارات كبرى من خلال المحادثات المباشرة على مستوى القمة، وهذه هي رؤية باراك". وحذر من اندلاع العنف في حال عدم تحقيق شيء حاسم خلال الأشهر القليلة المقبلة. ورداً على سؤال هل من الممكن حدوث تقدم على المسار السوري مع إسرائيل خلال الفترة المقبلة، قال: "أعتقد أنه لن يحدث أي تقدم على المسار السوري لأني متأكد أن الدكتور بشار الأسد لن يتنازل عن شبر واحد، عن القاعدة الأساسية التي وضعها الرئيس الراحل حافظ الأسد، كما أن الأوضاع الداخلية في سورية تتطلب من الدكتور بشار أشهرا حتى تستقر الأوضاع أمامه، وهو الأمر الذي يستدعي اتخاذ قرارات على المسار الفلسطيني خلال الأشهر المقبلة لملء الفراغ الناجم عن عدم تحرك وغياب المسار السوري في المرحلة المقبلة".