أكدت النتائج التي اعلنت أمس للانتخابات المحلية الجزئية التي اجريت في جمهورية الجبل الأسود، تقارب التأييد الشعبي لأطراف الصراع بين الداعين للاستقلال عن الاتحاد اليوغوسلافي والمعارضين له. وأظهر فرز الأصوات، الذي لم يعترض عليه أي طرف، ان ائتلاف "من أجل حياة أفضل" الذي يتزعمه رئيس الجبل الأسود ميلو جوكانوفيتش ويدعو الى مزيد من الاستقلال عن الاتحاد اليوغوسلافي، فاز في العاصمة بودغوريتسا في حين فاز ائتلاف "يوغوسلافيا" المعارض الذي يقوده رئيس الحكومة المركزية اليوغوسلافية مومير بولاتوفيتش، المؤيد لإقامة أوثق الروابط مع نظام الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش، في المدينة الساحلية هرسغ نوفي. وأوضحت النتائج تقارب التأييد الشعبي لطرفي الصراع، إذ سيطر أنصار الاستقلال على 29 مقعداً من بين 45 عضواً للمجلس البلدي في بودغوريتسا، فيما حصل الائتلاف المعارض على 19 مقعداً في المجلس البلدي لمدينة هرسغ نوفي المتكون من 35 عضواً. وعلى رغم محدودية أهمية هذه الانتخابات، اذ شملت بلديتين فقط من بين 17 بلدية تتكون منها الجمهورية، فإنها لقيت اهتماماً محلياً ودولياً كبيراً، باعتبارها تزامنت مع الصراع القائم حول الوضع المستقبلي للجبل الأسود 650 ألف نسمة في الاتحاد اليوغوسلافي الذي يخضع لهيمنة الصرب 9 ملايين نسمة. واعتبر المراقبون محصلة النتائج في مصلحة المؤيدين للبقاء في الاتحاد اليوغوسلافي، نظراً للعدد المتميز من الأصوات الذي حصلوا عليه في البلديتين، على رغم ان الألبان المتحمسين للاستقلال يشكلون نسبة كبيرة من سكان بودغوريتسا، بينما تحاذي هرسغ نوفي الحدود مع كرواتيا ويغلب على سكانها التأثير الكرواتي. وأبدى الطرفان المتصارعان ارتياحهما للنتائج واحتفلا بالنصر الذي اعتبر كل منهما انه حققه على خصمه.