} أكدت أريتريا أمس انها تمكنت من صد الهجوم الاثيوبي على منطقة ميناء عصب في شرق البلاد، فيما أعلن ناطق اثيوبي ان القوات الاثيوبية تتقدم في غرب أريتريا وأنها أسرت مئات من العسكريين الاريتريين بينهم ضابط برتبة كولونيل. اعلنت اريتريا أمس انها صدت القوات الاثيوبية التي اقتربت من ميناء عصب بعد قتال استمر 48 ساعة، وأن القوات الاريترية تمكنت من السيطرة على موقعين استراتيجيين في جبهتي عصب وسنعفي. وأوضحت وزارة الخارجية الاريترية في بيان أصدرته أمس ان القوات الاثيوبية "اضطرت للتراجع من مواقع القتال التي فتحتها الى مواقعها الأصلية بعد وقوع خسائر فادحة في صفوف قواتها". وأشار البيان الى "اندلاع القتال مجدداً اليوم الأحد مع قصف مدفعي متقطع". وأكدت الخارجية الاريترية ان قواتها تمكنت أيضاً من السيطرة على موقع استراتيجي في شمال سنعفي. وفي أديس أبابا، أكد بيان أصدرته الناطقة الرسمية باسم الحكومة الاثيوبية سولومي تاديسي أمس، ان القوات الاثيوبية "ردت على الهجمات الاريترية وألحقت خسائر فادحة بثلاثة ألوية اريترية". وأضاف ان آلافاً من الجنود الاريتريين سقطوا بين قتيل وجريح وأسير. وأوضح البيان ان القتال بين القوات الاثيوبية والاريترية في المنطقة الغربية تسني وجولوج أسفر عن وقوع قتلى وجرحى وأسرى من القوات الاريترية. وأضاف البيان ان القوات الاثيوبية ردت على سبع هجمات شنتها القوات الاريترية على رغم انها حشدت فرقتين في المنطقة وأعداداً من الدبابات. وقال هايلي كيروس الناطق باسم الحكومة الاثيوبية للصحافيين ان قواته "أسرت الكولونيل جبري ايغزابهر ايكوباي" الذي يقود احد الالوية الاريترية السبت قرب مدينة جولوج في غرب اريتريا. وقال: "أسرنا مئات من الجنود الاريتريين. كما أسرنا ضابطاً برتبة كولونيل. الاوضاع هادئة الآن على الجبهة الغربية". وشنت اثيوبيا السبت هجوماً كبيراً على طول خط المواجهة مع اريتريا بعد ساعات من اعلان اريتريا انها قبلت خطة سلام تم التوصل اليها بوساطة دولية وقالت انها اضطرت الى شن الهجوم بسبب استفزازات الجيش الاريتري. وفي احدث معارك الحرب الحدودية الدائرة بين البلدين منذ عامين دفعت اثيوبيا بآلاف من قواتها الى الجبهة الغربية بعد صدامات قرب بلدة جرجيف على بعد كيلومترات قليلة من مدينة جولوج. وعقب القتال الذي استمر طوال يوم السبت شاهد الصحافيون الذين شاركوا في جولة نظمتها اثيوبيا عشرات الجثث لاشخاص يرتدون زي الجيش الاريتري. مفاوضات الجزائر وعلى صعيد المفاوضات الجارية في الجزائر، قال مسؤولون اريتريون انهم يعتبرون ان الموقف الاثيوبي التفاوضي "رافض للسلام ويعني مواصلة لخيار الحرب". وقال مسؤول التنظيم في الجبهة الشعبية للديموقراطية والعدالة الحزب الحاكم عبدالله جابر ل"الحياة" أمس ان "المواقف الاثيوبية في المفاوضات تعني خيار الحرب". وأضاف: "ان اثيوبيا تناور لكسب الوقت من أجل معركة جديدة بعد فشلها في الاستيلاء على ميناء عصب وضمه الى اقليم العفر الاثيوبي إلا أن عصب كانت وستظل مقبرة للاثيوبيين". وكانت اثيوبيا اعطت مساء السبت في الجزائر "موافقتها المبدئية" لوقف العمليات العسكرية ضد اريتريا من اجل وضع حد للنزاع الحدودي الدائر بين البلدين منذ ايار مايو 1998. واوضح الوسيط الجزائري أحمد أويحيى ان الوفد الاثيوبي في الجزائر بقيادة وزير الخارجية سيوم مسفين سيجري مشاورات مع الهيئات القيادية في بلاده قبل توقيع الاتفاق. واضاف اويحيى ان "ذلك يتطلب بضعة ايام، وفي غضون اسبوع سنوقع الاتفاق". واشنطن وأشادت الولاياتالمتحدة بموافقة اثيوبيا المبدئية على اقتراح وقف اطلاق النار الذي قدمته منظمة الوحدة الافريقية، ورد فعل اريتريا الايجابي، في وقت استمرت فيه المعارك على الجبهات بين البلدين. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ريتشارد بوتشر في بيان ان "الولاياتالمتحدة تدعو حكومة اثيوبيا وشعبها الى اقتناص الفرصة من اجل السلام، سلام سيدعم جهود الشعب الاثيوبي ضد الجوع ويساهم في تنمية بلاده". وأضاف البيان ان خطة منظمة الوحدة الافريقية "ترسي دعائم مفاوضات سلام دائم بين اثيوبيا واريتريا". وأوضح انه "لم يعد هناك مبرر لاستمرار المعارك، نظراً للتقدم الذي سجل في مفاوضات الجزائر والتعهدات التي قطعها الطرفان".