سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اتفقا في اجتماعهما في رام الله على استئناف المفاوضات بعيداً عن وسائل الاعلام . باراك يرجئ الانسحاب من القرى الثلاث قرب القدس وعرفات يشدد على قضايا الوضع النهائي والاسرى
اسفر اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وكبار مساعديهما في مدينة رام الله مساء اول من امس بجهود اميركية عن اتفاق على استئناف للمفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية بحضور اميركي بعيداً عن وسائل الاعلام وعن تصريحات ادلى بها باراك امس يؤكد فيها للمرة الرابعة عزمه تسليم الفلسطينيين ثلاث قرى محيطة بمدينة القدسالمحتلة من دون تحديد موعد التنفيذ. وارسل باراك امس احد وزرائه لمقابلة عرفات في رام الله لمتابعة ما دار بحثه في الليلة السابقة. وكان باراك سارع الى لقاء الرئيس الفلسطيني في منزل امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن في رام الله بعد ان شلّت الخلافات القائمة بين المفاوضين الفلسطينيين ونظرائهم الاسرائيليين محادثات ايلات على مدى عشرة أيام على رغم المساعي الحثيثة للمبعوث الاميركي الخاص للشرق الاوسط دنيس روس. ورافق باراك وزيراه ديفيد ليفي وشلومو بن عامي ومستشاره داني ياتوم والشخصية المقربة منه يوسي جينوسار. وحضر الاجتماع الى جانب عرفات "ابو مازن" ورئيس المجلس التشريعي احمد قريع ابو علاء ونبيل ابو ردينة مستشار عرفات. واكدت مصادر فلسطينية مطلعة ل"الحياة" أن الامر الوحيد الذي اتفق عرفات وباراك عليه في هذا اللقاء هو الاستمرار في المفاوضات ومواصلة اللقاءات "الى ان يتمكن الطرفان من التوصل الى اتفاق". وفي الوقت الذي ركز فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي على "طمأنة" الجانب الفلسطيني في شأن الوفاء بالتزاماته من دون تحديد السقف الزمني لتنفيذ هذه الالتزامات، أثار عرفات مسألة المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار و"السلفة" التي وعده باراك بها قبل تنفيذ هذه المرحلة "للدلالة على نواياه الحسنة" والوعود بإطلاق الاسرى السياسيين بالاضافة الى التوسع الاستيطاني الذي لم يتوقف بل ويزداد يوما بعد يوم. وخلافا لما طالب به عرفات، انهى وزير الاتصالات الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر اجتماعه امس مع الرئيس الفلسطيني في مدينة رام الله، والذي جاء بالتنسيق مع باراك، من دون تقديم "أجوبة عن الاسئلة الفلسطينية" التي طرحت في لقاء ليل الاحد بخصوص قضايا المستوطنات والقدس واللاجئين والمعتقلين الفلسطينيين، حسب قول المصادر الفلسطينية. وقال وزير الاتصالات الفلسطيني عماد الفالوجي الذي شارك في اللقاء انه تم بحث جميع القضايا العالقة بين الطرفين وان الجانب الفلسطيني ما زال ينتظر اجوبة من الطرف الاسرائيلي عن قضايا الحدود والمستوطنات والقدس وجميع القضايا الاخرى. وعلى صعيد الجهود الاميركية التقى روس مع رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات "الوضع النهائي" ياسر عبدربه وكبير المفاوضين الفلسطينيين لقضايا المرحلة الانتقالية صائب عريقات أمس توطئة للقاء الثلاثي الذي تقرر عقده بعيدا عن وسائل الاعلام في مكان ما من مدينة القدسالمحتلة سيختتم به روس زيارته الحالية الفاشلة للمنطقة على أن يعود الاحد المقبل "لمتابعة" سير المفاوضات. وصرح باراك امس للمرة الاولى بأن "معظم" المناطق الفلسطينية المصنفة ب وفقا لاتفاقات اوسلو، اي التي تم تحويل الصلاحيات المدنية والادارية فيها للفلسطينيين وما زالت قوات الاحتلال تسيطر عليها امنيا ستنقل الى تصنيف أ اي ستخضع الى السيطرة الفلسطينية الكاملة. وأردف ان هنالك مناطق "ستخضع للاستثناء" ولكن ليس من بينها القرى الثلاث العيزرية وابو ديس والسواحرة الشرقية وجميعها محيطة بمدنية القدس. واوضح باراك لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان "ابو ديس والعيزرية والسواحرة ستنتقل الى اشراف الفلسطينيين الكامل في الاشهر المقبلة او ربما في الاسابيع المقبلة"، مضيفا ان "السؤال ليس ما اذا سيتم نقل هذه القرى بل متى سيكون من الملائم عمل ذلك". واعتبرت مصادر فلسطينية استخدام باراك عبارة في الاشهر او الاسابيع المقبلة" دليلا على نيته ارجاء الانسحاب من هذه القرى. ورأت مصادر فلسطينية ان "لا جديد" في اقوال باراك التي راح يكررها خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس المصري حسني مبارك قبيل اجتماع الاخير مع نظيره السوري حافظ الاسد. وقال عريقات ان المفاوضات ما زالت تواجه صعوبات كبيرة بسبب ابتعاد اسرائيل كل البعد عن قراري الاممالمتحدة 242 و338 "وبدل ان تنسحب اسرائيل الى حدود الرابع من حزيران 1967، تريد تقسيم الضفة الغربية كما ظهر في الخرائط التي عرضت علينا".