لاحت بوادر ازمة في الائتلاف الحكومي الاسرائيلي برئاسة ايهود باراك عشية اتخاذه قراراً بشأن تسليم الفلسطينيين ثلاث قرى عربية تقع في محيط مدينة القدسالمحتلة ك "سلفة" يتمكن الفلسطينيون بها، حسب التصور الاسرائيلي، من اعلان دولتهم في صيف العام الجاري. وأكد هذا التصور عوديد عيران رئيس الطاقم الاسرائيلي لمفاوضات "التسوية النهائية" مع الفلسطينيين الذي اعلن أن المحادثات الجارية الآن في ايلات جنوب ستكون ثمرتها الدولة الفلسطينية. راجع ص 3 وعقب كبير المفاوضين الفلسطينيين في مفاوضات القضايا النهائية ياسر عبدربه على تصريح عيران بأن موضوع اعلان الدولة الفلسطينية "شأن داخلي فلسطيني". وفي غضون ذلك، تحدث رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في قطاع غزة عن احتمال عقد لقاء بين بين الرئيس ياسر عرفات وباراك في ختام الاسبوع الاول من مفاوضات ايلات. وقرر حزب مفدال اليميني المتطرف بالاجماع الانسحاب من ائتلاف باراك الحكومي اذا ما سلم الاخير ثلث قرى ابو ديس والعيزرية والسواحرة الشرقية المتاخمة للحدود البلدية التي وضعتها اسرائيل لمدينة القدسالمحتلة للفلسطينيين في اطار المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار التي من المفترض ان يتم تنفيذها في موعد لا يتجاوز الاول من حزيران يونيو المقبل وفقاً لما نصت عليه الاتفاقات مع الفلسطينيين. وجاء قرار مفدال غداة اجتماع باراك مع الزعيم الروحي لحزب "شاس" الديني الحاخام عوفاديا يوسف بهدف "شراء" تأييد الحزب لقراره المرتقب باعادة القرى الثلاث الى السيطرة الفلسطينية الكاملة. ووافق باراك خلال الاجتماع المذكور على منح شبكة التعليم الديني الخاصة بالحركة 51 مليون شيكل اسرائيلي 12 مليون دولار اميركي لضمان أصوات نواب شاس ال17 في الكنيست، خصوصا في ظل تهديد حزب المهاجرين الروس "يسرائيل بعليا" ببذل "اقصى جهده" لمنع تسليم بلدة ابو ديس للفلسطينيين حسب اقوال زعيم الحزب ناتان شارانسكي.