أخفق المبعوث الاميركي لعملية السلام دنيس روس في اقناع الفلسطينيين والاسرائيليين بالعودة الى طاولة المفاوضات، وقفل عائدا الى واشنطن "للتشاور" مع رؤسائه في شأن أفضل السبل لحل الازمة بين الطرفين. وألمح روس بعد لقائه مع الرئيس ياسر عرفات في غزة امس الى فشل جهوده التي تواصلت الاسبوع الماضي، مشيراً الى طرح بعض الافكار "لكن مشاكل وعقبات ما تزال تعترض امكان العودة الى المفاوضات". وأضاف قبل ان يغادر المنطقة في نهاية مهمته أنه سيعود لاجراء مشاورات مع الرئيس بيل كلينتون ووزيرة خارجيته مادلين أولبرايت للبحث في أفضل السبل التي من شأنها تذليل العقبات ودفع المسيرة السلمية. وأكد رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات المرحلة النهائية ياسر عبدربه ان اجتماع عرفات - روس "لم يسفر عن اي نتائج تسمح بعودة المفاوضات". و أشار أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير محمود عباس أبومازن الى أن الجانب الاسرائيلي رفض المطالب الفلسطينية المستندة للاتفاقات الموقعة بين الطرفين. وقال: "نحن نطالب بتحديد موعد المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار حسب اتفاق أوسلو الاول واتفاقات كثيرة لاحقة وصولاً الى اتفاق شرم الشيخ"، مشيراً الى رفض الفلسطينيين دمج هذا البند الوارد في الاتفاقات المرحلية في قضايا المرحلة النهائية. وأضاف: "نريد أن يكون هذا منفصلا وان يتم تطبيقه تطبيقا يسبق قضايا المرحلة النهائية". أما في ما يتعلق بالمرحلة الثالثة من النبضة الثانية من اعادة الانتشار بنسبة 1،6 في المئة، فقال المسؤول الفلسطيني: "نريد أن يؤخذ في الاعتبار مطلبنا بأن تشمل بعض المناطق الفلسطينية المصنفة ب، أي الخاضعة للسيطرة الامنية الاسرائيلية والمدنية الفلسطينية والتي ستنقل الى السيطرة الفلسطينية الكاملة منطقة أ، قرى مثل العيزرية وابود ديس القريبتين من مدينة القدسالمحتلة". ويتمثل المطلب الفلسطيني الثالث الذي عرض على الاسرائيليين من خلال روس الانتقال مباشرة الى مفاوضات تفضي الى اتفاقات تفصيلية لقضايا المرحلة النهائية. وقال "أبو مازن": "وجهة نظرنا هي انه ما دام 13سبتمبر ايلول، وهو الموعد الذي حدده اتفاق شرم الشيخ للتوصل الى اتفاق اطار انتهى فلماذا نعود الى اتفاق اطار؟". وأدلى "أبو مازن" بتصريحاته هذه الى عدد محدود من ممثلي وسائل الاعلام الذين وصلوا بشكل مفاجئ الى مقر الوفد الفلسطيني للمفاوضات النهائية في مدينة البيرة بعد لقاء غداء بين وزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلن و"أبو مازن" دعا اليه الاخير في المقر. وقال "أبو مازن" أنه لم يناقش بيلن في قضايا محددة وأنه جرى البحث في العملية السلمية عموما. ورفض التعقيب على نتائج الوساطة التي قام بها روس اخيرا قائلا أنه لا يعلم ما الذي حققه وما الذي لم يحققه روس. وأكدت مصادر اسرائيلية مطلعة رفض الفلسطينيين "اقتراحات" كان قدمها موفد رئيس الوزراء الاسرائيلي الخاص يوسي غيناسور مساء أول من امس الى عرفات في زيارة خاطفة لغزة هي التي كانت وراء إرجاء لقاء روس - عرفات في المساء ذاته الى صباح أمس. وقالت مصادر فلسطينية وديبلوماسية متطابقة أن غينوسار حاول ممارسة الضغط على عرفات بورقة "المسار السوري" خصوصا بعد تسريب الانباء عن قرب استئناف المفاوضات على هذا المسار، وذلك من اجل الحصول على تنازلات سريعة واصابة "عصفورين بحجر واحد"، الا أن الرئيس الفلسطيني تمسك بموقفه الرافض. وبحسب مصادر اسرائيلية، فان غينوسار عرض أراضي بمساحة 10 في المئة على أن يختار الفلسطينيون 1،6 في المئة منها في منطقتي رام الله والخليل بدلا من المطلب الفلسطيني باعادة اراض محاذية لمدينة القدس. وشمل "العرض" الاسرائيلي دمج المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار وهي المرحلة التي يأمل فيها الفلسطينيون بالحصول على كامل أراضي الضفة الغربية باستثناء المستوطنات والمناطق العسكرية والقدس في مفاوضات المرحلة النهائية. ويصر باراك على التوصل الى اتفاق اطار "كمحطة اولى للتسوية الدائمة" وهو ما يرفضه الفلسطينيون. واشاد رئيس الوفد الفلسطيني الى المفاوضات الانتقالية الدكتور صائب عريقات ب"الجهود الحثيثة والكبيرة" التي بذلها روس وتبذلها الادارة الاميركية لحل الازمة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال في المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد اجتماع عرفات مع روس أنه يأمل في أن تستمر هذه الجهود مستقبلا. وليس معروفا مصير الزيارة المقررة لوزيرة الخارجية الاميركية اولبرايت بعد فشل مساعي روس، خصوصا ان الاسرائيليين يبثون رسائل قوية للفلسطينيين مفادها "اما الان أو بعد السوريين".