سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
روس سيقوم بجولات مكوكية وتحدث عن احتمال وصول اولبرايت الاسبوع المقبل . لا تقدم في مفاوضات ايلات بشأن القضايا النهائية في انتظار اجتماع عرفات وباراك في غضون ايام
رجحت مصادر سياسية اسرائيلية ان يتم ارجاء عقد لقاء القمة الثلاثي الفلسطيني - الاميركي - الاسرائيلي الى اواسط حزيران يونيو المقبل في ضوء شدة بطء "التقدم" الذي تشهده المحادثات الجارية بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ اربعة ايام في مدينة ايلات على ساحل البحر الاحمر والتي وصفت بانها شبيهه ب"زحف السلحفاة". وقالت المصادر ذاتها ل"الحياة" ان "مهمة" المبعوث الاميركي الخاص للشرق الاوسط دنيس روس الذي انضم الى المفاوضين مساء اول من امس الثلثاء تنحصر في "بث تفاؤل" ولو نسبي بشأن المحادثات التي يعلم الجميع أنها "لن تقود الى شيء من دون اتخاذ قرارات سياسية من اعلى الهرم السياسي". وأوضحت المصادر ان الجانب الاسرائيلي يحاول عرض ما نسبته 7-10 في المئة من اراضي الضفة الغربية "على حساب المرحلة الاخيرة من الانسحاب" لنقلها الى الفلسطينيين قبل التوصل الى "اتفاق اطار" بشأن قضايا "التسوية النهائية" تضمن وجود تواصل جغرافي بين المدن الفلسطينية الكبيرة وتشمل قرى ابو ديس والعيزرية والسواحرة الشرقية. وأشارت المصادر الى ان الحكومة الاسرائيلية ستقوم، بغض النظر عن بعض التأخير، بنقل المسؤولية الامنية في هذه القرى الى الفلسطينيين. واكدت هذه المصادر ان باراك تمكن من اقناع الزعيم الروحي لحركة شاس الدينية المشاركة في الائتلاف الحكومي بمساندته بشأن الانسحاب الكامل من القرى العربية الثلاث المحيطة بمدينة القدس، الا ان الاخير لا يريد ان يظهر حركته وكأن باراك اشتراها بالمال بوعده بتقديم الدعم المالي الذي طالبت به "شاس" لشبكة مدارسها الدينية. أما في ما يتعلق بقضايا "التسوية النهائية" الخمس وهي القدس واللاجئون والمستوطنات والحدود والمياه، فقد أكدت مصادر فلسطينة واسرائيلية متطابقة أنه لم يطرأ اي تقدم في هذا الشأن وان الطرفين يتشبثان بمواقفهما السابقة وينتطران نتائج اللقاء المرتقب بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك إما في نهاية الاسبوع الجاري او الاسبوع الذي يليه. وحاول روس الايحاء بوجود "حركة ما" في المفاوضات الجارية حاليا مقارنة بمفاوضات واشنطن الشهر الماضي وتلك التي جرت بين الطرفين وتجاوزت في مجملها عشرين جلسة. وقال روس في ختام لقائه الاول مع رئيسي طاقمي التفاوض ياسر عبدربه وعوديد عيران ان الوفدين "جديان جدا" في مفاوضاتهما، مشيرا الى ان القضايا التي يتم التباحث فيها "معقدة جدا جدا جدا". واضاف روس الذي تحدث للصحافيين في ختام لقائه مع رئيسي طاقمي المفاوضات عبدربه وعيران أنه سيقوم بجولات مكوكية بين عرفات وباراك في الايام القليلة المقبلة التي "ستشهد نشاطاً مكثفاً"، ملمحاً الى امكانية انضمام وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الى المفاوضات ومجيئها الى المنطقة الاسبوع المقبل. وحذر رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات "التسوية النهائية" ياسر عبدربه من الاشارة الى الدور الاميركي ببعض العبارات المتداولة حاليا مثل "جسر الهوة" أو التقدم "بحل وسط". واضاف في تصريحات صحفية أن هنالك مرجعية للمفاوضات "يجب ان تحترم من قبل جميع الاطراف المفاوضة والولايات المتحدة كذلك". وزاد: "هناك اقوال نسمعها من نوع أن الجانب الاميركي سيتقدم بحل وسط ولكن بين ماذا وماذا؟ هناك قرارت الشرعية الدولية يجب ان تطبق وهناك انسحاب كامل من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 يجب ان ينفذ وان يشمل القدس وهناك حقوق اللاجئين وغيرها". عريقات من جهته، اكد صائب عريقات الذي يقود المفاوضات حول قضايا المرحلة الانتقالية أن ثمة خلافات بين الجانبين "في جميع القضايا تقريبا"، مستبعدا أن تسفر المفاوضات الجارية عن اتفاق اطار لقضايا "التسوية النهائية" قبل منتصف ايار مايو الجاري وهو الموعد المضروب للوصول الى اتفاق بهذا الشأن. وقال انه لم يتم الاتفاق بعد حول رؤوس المواضيع او جدول الاعمال. واتهم عريقات الجانب الاسرائيلي بمحاولة اعادة صياغة اتفاقات اوسلو المرحلية، وتحديدا في ما يتعلق بالمرحلة الثالثة من اعادة الانتشار التي يجب ان تشمل كافة اراضي الضفة الغربية باستثناء القدس والمستوطنات والمواقع العسكرية، موضحاً انه "حتى بالنسبة الى اعادة الانتشار الثالثة، يسعى الاسرائيليون الى وضع تفسير جديد لها". ويزداد احساس الفلسطينيين يوما بعد يوم بالخوف من ان تؤدي سياسة حكومة باراك التسويفية الى تأجيل التوصل الى حل للقضايا العالقة، وتمكنه من ارغام الفلسطينيين على قبول اتفاق مرحلي جديد يدوم عشر سنوات ولا يشمل القدس واللاجئين الفلسطينيين.