سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
روس يفشل في حلحلة استحقاقات المرحلة الانتقالية والفلسطينيون يتحدثون عن "أزمة حقيقة". الفلسطينيون يعلقون التفاوض على القضايا النهائية بانتظار رد اسرائىلي على وقف الاستيطان
علّق الفلسطينيون البحث في القضايا الخاصة بالمفاوضات النهائية، باستثناء الاستيطان، بعد رفض اسرائيل استجابة طلبهم بوقف مصادرة الاراضي وتوسيع النشاط الاستيطاني، وذلك في الوقت الذي فشل فيه المنسق الاميركي لعملية السلام في حلحلة الازمة الخاصة بتنفيذ استحقاقات الاتفاقات المرحلية بين الجانبين. وأكد رئيس الطاقم التفاوضي الفلسطيني الى المفاوضات النهائية ياسر عبدربه ل"الحياة" أنه "تم تعليق البحث في كافة القضايا باستثناء قضية الاستيطان"، مضيفاً أن الجانب الفلسطيني أوضح للجانب الاسرائيلي أن الموضوع "ليس عابراً ولا قضية متعلقة بزيارة... هذا موضوع أساسي ومن دونه لا يمكن التقدم في المفاوضات"، في اشارة الى زيارة وزيرة الخارجية الاميركية المرتقبة للمنطقة. وأعرب عبدربه عن اعتقاده بأن الاسرائيليين يدركون خطورة الوضع وأن "المفاوضات على حافة الانهيار". وأشار في الوقت ذاته الى أن اجتماعاً آخر تقرر عقده بشكل مبدئي الخميس المقبل سيقتصر البحث فيه على مسألة الاستيطان. وبدا أن المفاوضات الجارية بين الطاقمين التفاوضيين الفلسطيني والاسرائيلي وصلت الى طريق مسدود بعد أن أمضيا ثلاث ساعات متواصلة انتظر خلالها الجانب الاول رد الجانب الثاني على طلب وقف الاستيطان. وخرج رئيس الطاقم التفاوضي الاسرائيلي عوديد عيران من قاعة الاجتماع الذي جرى في فندق بست إيسترن في مدينة البيرة من دون أن يتحدث للصحافيين، أعقبه عبدربه ليعلن أمام وسائل الاعلام أن الجانبين لم يستطيعا عقد اجتماع للبحث في القضايا المتفق عليها "بسبب الاستيطان". وأضاف عبدربه: "أكدنا للجانب الاسرائيلي أن هذا الموضوع يشكل عقبة كبيرة أمام مفاوضات الوضع النهائي وأننا لا نستطيع التقدم في المفاوضات من دون حل هذه القضية". وأوضح عبدربه أنه "ليس من العدل ولا ينسجم مع منطق المفاوضات ومرجعيتها أن نجلس للتفاوض في شأن الحل النهائي وعلاقاتنا، فيما تتواصل على نطاق واسع وشامل سياسة مصادرة الارض وبناء المستوطنات"، مشيراً الى استحالة التعايش مع هذا الوضع وفقدان ثقة الرأي العام الفلسطيني. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة ل "الحياة" أن عبدربه طلب من نظيره الاسرائيلي الحصول على رد واضح من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في شأن وقف النشاطات الاستيطانية، الا أن عيران أبلغه أنه لا يحمل جواباً على الطلب الفلسطيني. وطالب عبدربه الجانب الاسرائيلي بالتزام مرجعيات العملية التفاوضية بما في ذلك ما اتفق عليه في عهد حكومة بنيامين نتانياهو السابقة. وكشف أن وزير الخارجية الاسرائيلي في حينه ديفيد ليفي الذي يشغل المنصب نفسه في حكومة باراك الحالية" وافق بحضور أولبرايت وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن على "وقت مقتطع" Time Out خلال فترة المفاوضات النهائية تتوقف فيه كل النشاطات الاستيطانية. ولم يكن حال مفاوضات المرحلة الانتقالية أفضل من المفاوضات النهائية، اذ تحدث الفلسطينيون عن وجود بوادر أزمة حقيقية في شأن تنفيذ بنود الاتفاقات المبرمة مع الاسرائيليين بعد فشل المنسق الاميركي الخاص دنيس روس في حل العقبات التي تواجه تطبيقها وفقاً للجدول الزمني الذي نص عليه اتفاق شرم الشيخ الاخير. وقالت مصادر ديبلوماسية ل "الحياة" أن مشاركة روس في الاجتماع الذي عقده كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات وعيران "لم تغير من موقف الطرفين" ازاء مسألة اعادة الانتشار الثانية والتي تنص على انسحاب اسرائيلي من خمسة في المئة من أراضي الضفة الغربية. وكان روس يأمل بأن يذلل هذه "العقبة" قبل وصول أولبرايت الى المنطقة، الا أنه سارع وتوجه الى الرياض لاطلاع اولبرايت على المستجدات وقفز عن مشاركة كانت مقرره له في اجتماع المفاوضات النهائية في البيرة. وعلى الصعيد ذاته، أكد مسؤول ملف الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين هشام عبدالرازق أن اتفاقاً في خصوص اطلاق "دفعة رمضان" من المعتقلين السياسيين لم يتحقق، مشيراً الى أن الاسرائيليين لا يزالون متمسكين بأن لهم الحق المطلق في تحديد المعايير التي بموجبها سيطلق الاسرى. وقال عبدالرازق ل "الحياة": "يبدو أن الاسرائيليين يريدون تأجيل رمضان كما أجلوا اعادة الانتشار". وأضاف أن الخلاف لا يزال قائماً في شأن عدد الاسرى الذين يتوجب اطلاقهم في الدفعة التالية التي نص اتفاق شرم الشيخ أن تنفذ قبل حلول شهر رمضان أي قبل الثامن أو التاسع من شهر ديسمبر الجاري "والمواصفات" التي يجب أن تنطبق على هؤلاء.