لندن "الحياة" - في اختراق علمي لافت، توصل فريق في مؤسسة "وايزمان" الاسرائيلية، من محاكاة إحساس الشم، عبر الطرق الرقمية الالكترونية للكومبيوتر والانترنت. ومعلوم ان المعلوماتية ترتكز الى القدرة على تحويل الكلمات والصور والنصوص والأصوات، الى نبضات وإشارات الكترونية يتمكن الكومبيوتر من التعامل معها وتظهر على شاشات الاجهزة. وتعمل الانترنت بالطرق ذاتها، ما اعطاها القدرة على نقل الأفلام والوثائق عبر أليافها الضوئية. وركّز فريق مشترك من علماء بيولوجيا الجينات وأخصائيو المعلوماتية، جهدهم على تحويل الشم الى نبضات الكترونية رقمية، تماماً كما هو الحال بالنسبة الى الكلمات والأشرطة والأغانيوغيرها. ومنذ فترة غير بعيدة، تستعمل شركات العطور مجسات الكترونية قادرة على التعرف على انواع من روائح العطر. ونجح الفريق المشترك في تطوير هذا الأمر، والتوصل الى محاكاة الروائح بالوسائل الالكترونية، ما يمكّن من نقلها عبر الانترنت الى مستخدمي الكومبيوتر في العالم. وعمل الفريق البيولوجي على فك رموز الجينات المسؤولة عن احساس الشم، وتولى علماء رياضيات الكومبيوتر اعادة كتابة هذه الرموز بلغة الأرقام التي تعمل على السيطرة على تدفق النبضات الالكترونية وترتيبها في سريان منسق، كي يضرب النهايات الدقيقة لعصب الشم في الأنف و"يقلد" الكترونياً الاحساس بالروائح. ويحتوي أنف الانسان على حوالى ألف منطقة متخصصة بالشم، تسمى المُسْتَقْبِلات التي تتفاعل الروائح معها فيحدث الاحساس بالشم. ويتمثل الانجاز العلمي في المحاكاة الرقمية للرائحة وتحويلها الى موجات الكترونية، فتبث عبر الانترنت وتصل الى الأنف لتعطي الانطباع المطلوب. وهكذا تضع الحبيبة عطرها المفضل على جسدها، وتقوم مجسات خاصة ب"قراءة" العطر وتحوله الى تيار الكتروني ينتقل بسرعة الضوء عبر الانترنت ويصل الى أنف المحب. ويعتبر ابتكار "الاتصال بالشم" تطوراً مذهلاً يضاف الى اسلوب "الحقيقة الافتراضية".