عندما يتحدث العلماء عن الإنترنت الكموميةQuantum Internet، فإنهم يقصدون بذلك شبكة تتضمن مواصفاتها، ضمن أشياء أخرى، نقل كمّيات ضخمة من المعلومات والبيانات بسرعة الضوء. وبديهي القول ان السرعة التي تعمل بها أشد الشبكات الرقمية راهناً، لا تصل إلى الحدّ الأدنى من ذلك المفهوم، الذي تتنافس كبريات الدول للوصول إليه. ووفق تقرير نُشر أخيراً في مجلة «فيزيكال ريفيو ليترز» Physical Review Letters، المتخصّصة في نشر دراسات مُدقّقة عن الفيزياء، صنع إختصاصيو التقنيات الشبكية في جامعة «نورث ويسترن» الأميركية مُحوّلاً يجعل من صنع الإنترنت الكمومية أمراً ممكناً في المستقبل القريب. ويأخذ هذا المُحوّل النبضات الإلكترونية المتدفّقة عبر ألياف للإنترنت، ثم يعيد إرسالها على هيئة نبضات ضوئية مع الحفاظ على تشفيرها وترابطها وشكلها وتراتبيتها. ومن المستطاع استعمال هذا المحوّل في صنع الحواسيب الخارقة (سوبر كومبيوترز)، ما يرفع قدراتها بصورة خيالية. ومثلاً، يصبح من السهل على الكومبيوتر الخارق الكمومي، صنع محاكاة افتراضية للانفجارات النووية، وزلازل التسونامي، وعمليات الاحتراق في الفرن الشمسي، وانفجارات النجوم وانهياراتها، وظهور الشموس وتوابعها وغيرها. وتصل السرعة والقوة في الإنترنت الكمومية إلى أضعاف أسرع الشبكات الرقمية حاضراً. ومع هذا النوع من الإنترنت، يصبح من المستطاع نقل فيلم سينمائي بأكمله خلال كسر من الثانية، كما تضحي الاتصالات المرئية - المسموعة بمثل سرعة الكلام العادي مهما تباعدت المسافات بين أطرافها. ولا يخفي البروفسور بريم كومار، الذي قاد فريق العلماء في صنع هذا المحوّل الثوري، أن تسريع الاتصالات عبر الشبكات الرقمية، للوصول بها الى ما يشبه سرعة البرق، هو الهدف الرئيس الذي يصبو إليه العلماء المهتمون بأمر الإنترنت الكمومية. وقدّم كومار شرحاً مُبسّطاً عن عمل هذا المحوّل المبتكر، مُبيّناً ان المحوّلات الإلكترونية التي تُسيّر الإنترنت راهناً تبث المعلومات بصيغتي «صفر» أو «واحد»، فيما تقدر الإنترنت الكمومية على بث المعلومات بالصيغة التقليدية، إضافة إلى صيغة «صفر» و «واحد» في الوقت نفسه. للمزيد من المعلومات، يمكن الرجوع الى موقع هذه الجامعة «نورث ويسترن. إديو» northwestern.edu