ردت طهران على انتقاد واشنطن وتل ابيب سير محاكمة اليهود الايرانيين ال13 المتهمين بالتجسس لاسرائيل، فتركت للمتهم الرئيسي حميد تفلين تفجير "قنبلة" اعلامية عبر اعترافه امام عشرات من الصحافيين الاجانب ب"التجسس" للدولة العبرية. وخلال دقيقتين امام مراسلي وسائل الاعلام العالمية أقرّ تفلين وقد بدا عليه التأثر بأن كل ما قاله "كان صحيحاً". وهو اعترف الاثنين الماضي عبر شاشة التلفزيون وامام القاضي بأنه خان بلاده لمصلحة اسرائيل. وخلال جلسة المحاكمة امس التي عقدت في مدينة شيراز جنوب اعلن متهم ثانٍ هو رامين نعمتي زاده قبوله تهمة التجسس، كما اكد رئيس عدلية محافظة فارس حسين علي أميري الذي شدد على ان "الكيان الصهيوني استفاد من المشاعر الدينية للمتهمين فأغراهم بالمال كي يقوموا بأعمال تجسسية". وخصصت جلسة امس لمحاكمة حميد تفلين ورامين نعمتي زاده، على ان تخصص الجلسة المقبلة الاربعاء لمحاكمة المتهم شاهرخ ياك نهاد. ولا يستبعد ان تشهد المحاكمة مفاجآت جديدة اذ كشف حسين علي اميري ان محاكمة تفلين لا تعني بالضرورة ان الاتهامات الموجهة ضده اقوى من اتهامات الآخرين. وأبدت المحكمة استعداداً لتسريع النظر في القضية، واقترح القاضي صادق نوراني عقد ثلاث جلسات اسبوعياً، لكن انشغال محامي الدفاع في ملفات اخرى حالت دون ذلك. وتجرى المحاكمات في شكل سري، بينما بدأ المحامون تحركاً للتقليل من اهمية المعلومات التي نقلها بعض المتهمين الى اسرائيل في مسعى لاستبعاد العقوبة الاقصى اي الاعدام. واعتبر فريق الدفاع ان المعلومات المنقولة لم تكن سرية، بحيث تضع المتهمين تحت طائلة القانون "بتهمة التجسس". وقال المحامي اسماعيل ناصري الناطق باسم هيئة الدفاع ان الادعاء لم يثبت بيع اليهود ال13 اي معلومات لاسرائيل، واضاف: "صحيح ان المشتبه فيهم اعترفوا بأنهم جواسيس ذهبوا الى اسرائيل وتلقوا أموالاً ولكن هل المعلومات التي حصلت عليها اسرائيل تتضمن اسراراً؟ لا نعتقد ذلك، واذا كان للمحكمة رأي آخر عليها تقديم الدليل". وكانت "الحياة" كشفت تلقي بعض المتهمين دورات تدريبية في الدولة العبرية، وعلمت ان بعضهم كان مُكلّفاً جمع معلومات عن المفاعل النووي الايراني في بوشهر جنوبايران واخرى عن التعاون بين طهران وموسكو وبكين في مجال التسلّح. وحرص القضاء على ابقاء الباب مفتوحاً امام انفراج في القضية، اذ اكد ان القاضي لن يأخذ بالاعترافات اذا لم تكن مطابقة للوثائق والوقائع، لكنه وعد بإثبات "سرية المعلومات التي نُقلت الى اسرائيل" مما يفتح الباب على احتمالات اصدار احكام قاسية. وجاءت اعترافات تفلين العلنية كأبرز ردّ على الانتقادات الاميركية والاسرائيلية للمحاكمة، سيُعزّز موقف طهران في مواجهة الضغوط الدولية. واكد تفلين امس للمراسلين الاجانب وبينهم مراسل وكالة "رويترز" انه زار اسرائيل مرتين، استمرت كل منهما نحو ثلاثة اشهر تلقى خلالها تدريباً لدى الاستخبارات الاسرائيلية. وهو اكد امام محكمة شيراز ان "مسائل دينية تتعلق بأرض الميعاد" أغرته الى جانب المال، واضاف: "قالوا لي هناك ان ارض الميعاد هي بلدي الحقيقي". وكانت اسرائيل اعتبرت ان اعترافات المتهمين انتُزعت منهم بالقوة، وطالبت بإطلاقهم منددة ب"الهمجية"، في حين انتقدت واشنطن محاكمتهم في جلسات سرية. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ليل اول من امس ان "من المستحيل تقويم عدالة الاجراءات القضائية وهل منح المتهمون الاجراءات المناسبة، اذ لم يسمح للصحافة او لمراقبين دوليين بحضور المحاكمة".