كشفت محاكمة اليهود الإيرانيين ال13 المتهمين بالتجسس لإسرائيل وجود عدد من أعضاء الشبكة خارج إيران، جند بعضهم عدداً من المتورطين، فيما بدأت تظهر اشارات إلى استخدام "الموساد" دولة "مجاورة لإيران" كنقطة اتصال متقدمة، وهو ما فهم من اعترافات المتهم فرهاد صالح أمام محكمة الثورة في شيراز. وقال فرهاد صالح إنه تلقى أموالاً على شكل مساعدات من بلد ما وعن طريق "المقايضة". وتكتمت الأوساط الرسمية الإيرانية على اسم البلد المقصود، لكن العلاقات بين طهرانوأنقرة تشهد تراشقاً إعلامياً، وتساءلت أوساط إعلامية إيرانية عن أسباب "التباكي التركي" على "جواسيس إسرائيل في إيران إلى حد يفوق التباكي الإسرائيلي". وقالت مصادر إيرانية محافظة ل"الحياة" إن "أنقرة المتحالفة عسكرياً مع إسرائيل ستحاول ممارسة ضغط على إيران بعد صدور حكم بحق المتهمين" ال13 الذين اعترف سبعة منهم حتى الآن أمام محكمة الثورة بالتجسس للدولة العبرية وبالارتباط مع "الموساد". وانضم المتهم فرهاد صالح إلى المعترفين بالتجسس، وذلك خلال الجلسة السادسة التي خصصت أمس لمحاكمته مع اثنين هما اشير زادمير وديفيد بنيتاغو، وكان زادمير موظفاً في وزارة الاستخبارات الإيرانية منذ العام 1974، أي منذ ما قبل الثورة الإسلامية. وتميزت المحاكمة بوجود محاميين فرنسيين من منظمة "محامون بلا حدود" خارج قاعة المحكمة، هما بيار دوناك واستيفان زيربيب، اللذان التقيا رئيس عدلية محافظة فارس حسين علي أميري وهيئة الدفاع عن اليهود ال13. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن استيفان زيربيب ان "وضع هيئة الدفاع جيد"، بينما قال دوناك إن "حرية وسائل الإعلام في تغطية هذا الحدث كانت مشهودة". وسُمح لوسائل الإعلام بتصوير قاعة المحكمة لبعض الوقت، لكن الجلسات ابقيت سرية ولم يسمح لمندوبي منظمة "محامون بلا حدود" بحضورها. إلى ذلك، طلب الناطق باسم محامي الدفاع اسماعيل ناصري مثول 8 مسلمين متهمين في قضية التجسس أمام المحكمة ذاتها، لمعرفة هل شكلوا مصادر معلومات لليهود ال13. وكانت طهران سعت إلى مواجهة الضغوط الدولية على غير صعيد، خصوصاً عبر التذكير بأن شبكة التجسس لا تقتصر على هؤلاء، بل تشمل أيضاً المسلمين الثمانية الذين سيمثلون في شكل منفصل أمام المحكمة. وكان افرج عنهم موقتاً مع ثلاثة من اليهود، على أساس ان الاتهامات الموجهة إليهم أقل مما نسب إلى الآخرين. وندد ناصري ب"لاقانونية الاعترافات المتلفزة" التي أدلى بها متهمون. وفي الجلسة السابقة رفض فرزاد كاشي كل الاتهامات الموجهة إليه، وطالب محاموه بتبرئته، وكان الوحيد بين ثمانية في رفض اتهامه بالتجسس. وحرص سعيد كرم نجاد، محامي زادمير، على نفي الأنباء التي أفادت أن موكله هو "الرأس المدبر" لشبكة التجسس، وأشار إلى "حصول التباس لدى بعضهم عندما خلصوا إلى هذه النتيجة، لأن زادمير أكبر المتهمين سناً، وأكثرهم علماً، إذ يعمل كمدرس لغة في الجامعة". وقلل كرم نجاد من أهمية اعترافات موكله بالتجسس قائلاً: "نحن هنا لندافع عنه، ولنثبت ان الاعتراف وحده لا يكفي". ويراهن الدفاع على أن المعلومات المعطاة إلى إسرائيل ليست سرية، بل معلومات عامة لا تطاولها تهمة التجسس ولا تستحق عقوبة الاعدام.