} تتجه محاكمة ثلاثة عشر يهودياً ايرانياً اتهموا بالتجسس لاسرائيل نحو مقاضاة الدولة العبرية ولو على مستوى الرأي العام، إثر اتهامها بالعمل لاستغلال المشاعر الدينية لدى اليهود لتجنيدهم في أجهزة استخباراتها، وهو ما حملته اعترافات المتهم السادس في القضية فرامرز كانشي. للمرة الأولى بدأ الربط بين شبكة التجسس وما مارسته بعض الصحف الاصلاحية، واعتبرت صحيفة جمهوري اسلامي محافظة انه لا يمكن التغاضي عن "وجه الشبه في عمل الشبكة وعمل بعض الكتّاب في الصحف الاصلاحية لجهة المطالبة بإعادة النظر في السياسة تجاه الكيان الصهيوني، وابعاد ايران عن دعم القضية الفلسطينية" والتشكيك بمسألة تحرير القدس. ورأت الصحيفة ان شبكة التجسس ما زالت ناشطة على رغم اعتقال عشرين شخصاً من أفرادها. وستستأنف المحاكمة الاثنين المقبل، بعدما اعترف المتهم السادس أمس بأنه تجسس لاسرائيل، وقال انه خان بلاده ايران. وأضاف امام الصحافيين لدى خروجه من قاعة المحكمة انه أعطي الفرصة الكافية لتقديم مراجعاته كاملة. وتحولت المحاكمة الى مقاضاة لاسرائيل، إذا اعترف أفراد الشبكة ومنهم فرامرز كاشي بالتجسس لمصلحة اسرائيل بعد استغلال مشاعرهم الدينية، وقال كاشي انه التحق بالشبكة بسبب علاقته بالدولة العبرية بوصفها "أرض الميعاد"، مشيراً الى أن استاذه وهو رجل دين شجعه على الانضمام الى الشبكة بعد استثارة مشاعره وعواطفه الدينية. وبدأت الجلسة الخامسة في محكمة الثورة في شيراز جنوبايران أمس برئاسة القاضي صادق نوراني، وحضور المحامين، وأصرّ نوراني على سرية المحاكمة فيما اعترض الناطق باسم الدفاع اسماعيل ناصري لافتاً الى بث الاعترافات عبر التلفزيون الايراني. وذكر ناصري ان "الاعترافات أخذت في غياب محامي الدفاع، وهذا غير شرعي، وهو عمل سياسي تقوم به السلطة القضائية". وكان يشير الى سعي ايران الى الوقوف في مواجهة الضغوط الدولية التي تتعرض لها بسبب محاكمة اليهود ال13 خصوصاً من الولاياتالمتحدة واسرائيل. ورفض الناطق باسم السلطة القضائية مير محمد صادقي الربط بين الاتهامات الموجهة الى اليهود ال13 وأوضاع طائفتهم في ايران 30 ألف شخص والتي تتمثل بنائب في البرلمان. ودافع مصدر قضائي تحدث الى "الحياة" عن عدم علنية المحاكمة، وقال ان الأمر "يتعلق بالأمن القومي". منبهاً الى أن عقد جلسات سرية في مثل هذه المحاكمات ليس حكراً على ايران وانما يطاول معظم الدول بما فيها الولاياتالمتحدة واسرائيل. وتابع ان الحملة على بلاده "تستهدف استرضاء واشنطن وتل أبيب"، مشدداً على أن المتهمين اعترفوا بالتجسس بملء ارادتهم. ورفض فرزاد كاشي شقيق فرامرز المتهم السابع في القضية ما وجه إليه في شأن تورطه بالتجسس، وطالب محاموه بتبرئته.