اعترف أربعة من اليهود الإيرانيين بالتجسس لمصلحة إسرائيل من بين عشرة متهمين بدأت محاكمتهم أمس في مدينة شيراز في حضور محاميهم، حسبما أفادت عدلية محافظة فارس جنوبإيران. وأعلن عن تأجيل المحاكمة إلى الأول من أيار مايو المقبل "بناء على طلب الدفاع، واحتراماً لعيد الفصح اليهودي". وكشف عن اسماء جميع المتهمين الثلاثة عشر وكيفية اعتقالهم ومكان احتجازهم. وتميزت المحاكمة بالسرية، وبحضور خارج قاعة المحكمة لديبلوماسيين من هولندا وسويسرا وجنوب افريقيا وصحافيين أجانب وأهالي المتهمين وممثلة نن منظمة حقوق الإنسان في إيران. وأعلن الناطق باسم عدلية محافظة فارس حسين علي أميري أن أربعة من أصل عشرة متهمين اعترفوا ب"ضلوعهم بأعمال تجسسية" لمصلحة إسرائيل. وأضاف ان "هناك وثائق ورسائل متبادلة تثبت ذلك، وان هؤلاء المتهمين طلبوا الصفح". ويفتح هذا الإعلان الباب أمام مختلف الاحتمالات بالنسبة إلى الأحكام التي ستصدر في حق المتهمين، مع التذكير بأن عقوبة التجسس في إيران هي الإعدام، إلا أن القضاء كان أوضح أخيراً ان عقوبتي الإعدام والسجن المؤبد لا تشملان كل أنواع التجسس، فيما لمح عدد من محامي الدفاع أول من أمس إلى إمكان أن يكون بعض المتهمين اعترف بالقيام بأعمال تجسسية، إلا أنهم طالبوا بلقاء المتهمين بعيداً عن رقابة الشرطة لتكوين صورة كاملة. ولم تعرف بدقة طبيعة الأنشطة التجسسية التي قصدها القضاء الإيراني، إلا أن مصدراً مطلعاً على ملف القضية كان أوضح ل"الحياة" أن "بعض المتهمين خضع لدورات أمنية في إسرائيل، وتدرب على استخدام أجهزة متطورة لنقل المعلومات، وتم تكليفه من جانب إسرائيل بجمع معلومات عسكرية". وقال النائب اليهودي في البرلمان الإيراني منوشهر الياسي إنه يأمل "بنهاية سعيدة" لهذه القضية. وأضاف ان ذلك سيكون "هدية ليهود إيران والمجموعة الدولية". وقال نائب يهودي آخر هو موريس معتمد "إنه متفائل كثيراً". وكشف القضاء الإيراني أسماء كافة المتهمين، موضحاً أن أولهم هو حميد تفلين 31 عاماً الملقب باسم "داني" ووجهت إليه تهمة التجسس لمصلحة بلد أجنبي إسرائيل، وقد اعتقل في مدينة شيراز جنوب بعد مراقبة أمنية خاصة. وأفيد ان بقية المتهمين اعتقلوا على مراحل، فاعتقل في المرحلة الأولى كل من جاويد بنت يعقوب وفرامرز كاشي ورامين فرزام. وفي المرحلة الثانية فرزاد كاشي وأوميد تفلين، وفي المرحلة الثالثة سبعة متهمين هم: فرهاد سلة وناصر لوجيم وعاشر زادمهر ورامين نعمتي زادة وشاهروخ باكنهاد ونفيد بالازادد ونجات بروخيم نجاد. وأوضح بيان عدلية طهران ان المتهمين ال13 هم إيرانيون واعتقل 10 منهم في شيراز جنوب واثنان في أصفهان وسط وواحد في طهران العاصمة. واطلق ثلاثة منهم بموجب كفالة أوائل شباط فبراير الماضي، وحضر هؤلاء إلى قاعة المحكمة أمس ورفضوا تعيين محامين عنهم، وسط توقعات ببراءتهم. وفي شيراز أيضاً أعلن رئيس الرابطة اليهودية فيها جلال سليماني ان المتهمين لم يتعرضوا لأي تعذيب أو أعمال عنف أثناء اعتقالهم. وفي القاهرة "الحياة"، تلقى الرئيس حسني مبارك خطاباً خطياً من زعيم حركة شاس اوفاديا يوسف، يناشده التدخل لدى إيران لضمان محاكمة عادلة لليهود المعتقلين لديها. سلم الرسالة وزير البنية التحتية الإسرائيلي ايلي سويسا الذي التقى مبارك أمس. وقال إن الرئيس المصري أخطره بمواصلة جهوده للمساعدة في هذا الملف. وأضاف ان مبارك حمله دعوة إلى زعيم حزب شاس لزيارة مصر. لكن وزير الخارجية المصري عمرو موسى قال في تصريحات لاحقة بأن مصر ليست لديها أي فكرة عن موضوع اليهود الإيرانيين المعتقلين، "وبالتالي فلا أساس له لدينا على وجه الاطلاق". وفي تل ابيب ا ف ب ندد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك امس بمحاكمة اليهود الايرانيين ال 13 بتهمة التجسس لحساب اسرائيل داعياً "العالم الحر" الى التحرك من اجل الافراج عنهم. وقال باراك في بيان صدر عن وزارة الدفاع ونشر بعد لقائه مع وزير الدفاع الفرنسي الان ريشار ان "العالم الحر لا يستطيع ان يستمر في لامبالاته عندما يحاكم افراد لمجرد انهم يهود". وافاد البيان ان الوزير الفرنسي "تعهد ان تعمل فرنسا وتواصل العمل من اجل الافراج عن اليهود الايرانيين".