طهران - أ ف ب - احدث قرار الرئيس الايراني السابق رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام علي اكبر هاشمي رفسنجاني التخلي عن مقعده النيابي مفاجأة، عشية اول اجتماع يعقده اليوم مجلس الشورى البرلمان الجديد الخاضع لسيطرة الاصلاحيين المؤيدين للرئيس محمد خاتمي. واعتبر المحلل السياسي داريوش عبدلي ان الأمر "كان مفاجاة لكنه ايضاً اعلان حرب على الاصلاحيين" مشيراً الى ان الرئيس السابق زعيم التيارين المحافظ والمعتدل في الانتخابات البرلمانية "قرر اخيراً اختيار معسكره الحقيقي والابتعاد عن الاصلاحيين". وقبل يومين من انعقاد الجلسة الاولى للبرلمان الجديد الذي انتخب في شباط فبراير الماضي، وبسبب ضغوط مارسها الاصلاحيون الذين رفضوا ادراجه على لوائحهم خلال الانتخابات، تخلى رفسنجاني عن مقعده مثيراً الشكوك في نتائج الاقتراع في طهران. وفي رسالة اوردها التلفزيون الايراني مساء الخميس، قال رفسنجاني ان هناك "نقاطاً غامضة ومثيرة للشكوك حيال نتائج الانتخابات في طهران، قد يستخدمها اعداء الشعب كمبررات للاساءة الى وحدة القوى الوفية للثورة". وزاد انه اتخذ قرار التخلي عن مقعده "بسبب حملة الدعاية القوية المنظمة" ضده. وطلب رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام "المعذرة من الشعب" وأضاف: "نظراً الى حجم الحملة ضدي ارى نفسي مجبراً على التخلي عن مقعدي". وستترك خطوة رفسنجاني التي تعد سابقة في تاريخ الجمهورية الاسلامية في ايران، تأثيراً مهماً على التوازن السياسي، خصوصاً في البرلمان مع عودة مظفرة لأنصار التيار الراديكالي السابق الذي اسبغت عليه صفة الاصلاحي منذ فوز خاتمي بالرئاسة في أيار مايو 1997. وغالباً ما نددت "جبهة المشاركة" التي تتمتع بالغالبية في البرلمان الجديد ب"تسلط" رفسنجاني موضحة انها تفضل رئيساً للبرلمان يكون ناطقاً باسم المجلس. ورأى عبدلي ان الاصلاحيين "مخطئون، لأن رفسنجاني سيكون مخيفاً اكثر خارج البرلمان، بسبب القوة والنفوذ اللذين يتمتع بهما". ويفسح انسحاب الرئيس السابق المجال امام انتخاب مهدي كروبي 63 سنة رئيسا للمجلس، وهو تولى رئاسة المجلس بين عامي 1989 و1992 عندما أقصي الراديكاليون من البرلمان، وكان التحالف بين رفسنجاني والتيار المحافظ وراء فشل الراديكاليين في انتخابات 1992. وفي الانتخابات النيابية الأخيرة حل رفسنجاني في المرتبة العشرين لجهة عدد الاصوات بحسب النتائج النهائية، وكان اعلن سابقاً فوزه في المرتبة الثلاثين، وادخلت تعديلات على الترتيب بعد التحقق من الاصوات، وبات رفسنجاني يتقدم على كروبي الأمين العام ل"رابطة علماء الدين المناضلين" القريبة الى خاتمي. ويبدو حجة الاسلام كروبي المرشح الأوفر حظاً لتولي رئاسة المجلس، على رغم تأكيد قوى سياسية اخرى دعمها المرشح العلماني اليساري بهزاد نبوي، الذي يتمتع بشعبية في أوساط الطلاب ويعتبر العدو الاكبر لرجال الدين المحافظين، بسبب انتمائه الى احد الاحزاب الاشتراكية قبل الثورة الاسلامية