أكدت مصادر موثوق بها في طهران لپ"الحياة" أن "مجلس صيانة الدستور" أعلى هيئة دستورية تشرف على مراقبة الانتخابات في إيران، رفض أن يقرّ لجميع المرشحين من أنصار الرئيس سيد محمد خاتمي "أهلية" المشاركة في الانتخابات النيابية التكميلية المقررة في 13 آذار مارس المقبل. وتوقعت المصادر أن تكون لهذا القرار "المفاجئ" انعكاسات واسعة. وقالت أن خاتمي سيعلن قريباً موقفاً معارضاً لما يجري، وأن جماعات من أنصاره ستعبر عن رفضها "ممارسات الإقصاء التي يتمسك بها رجال العهد القديم" في الشارع. يذكر أن الانتخابات ستجرى في أربع دوائر لاختيار خمسة مرشحين للبرلمان، والدوائر لطهران وأصفهان وسلماس وخُمين، وأهمها العاصمة التي سيتنافس فيها المرشحون لملء مقعدين شغرا بعد تعيين نائبين في الحكومة الجديدة، هما وزير الداخلية عبدالله نوري ووزير الاستخبارات دري نجف آبادي. وتحظى أصفهان بأهمية خاصة وستكون المنافسة قوية لاختيار خلف للنائب الدكتور مصطفى معين الذي تولى وزارة التعليم العالي. وثمة إجماع على أن هذه الانتخابات مهمة جداً على رغم كونها تكميلية، فهي بمثابة اختبار للقوة بين الجناحين الرئيسيين للحكم: الجناح المؤيد لخاتمي ويضم تيارات وشخصيات راديكالية ومعتدلة وليبرالية، وجناح اليمين المحافظ الذي يضم تحالفاً بين المؤسسة الدينية التقليدية وقوى "البازار" التجار. ويخوّل قانون الانتخابات "مجلس صيانة الدستور" صلاحية بت أهلية المرشحين للمشاركة في المنافسة، وهو أثار جدلاً واسعاً، وواجه احتجاجات ممن اعتبروه "صيغة غير ديموقراطية"، فيما رأى آخرون أن "هيمنة" المحافظين على تركيبة المجلس "الخطير" تسيء إلى الحياة السياسية في إيران. ويضم المجلس 12 عضواً: ستة رجال دين يعينهم مرشد الجمهورية الإسلامية، وستة من رجال القانون يختارهم البرلمان. ويعتبر معظم الأوساط السياسية والإعلامية في البلاد أن المجلس "يخضع لسيطرة كاملة من جانب المحافظين". وقالت المصادر الرسمية أن المجلس رفض إقرار أهلية جميع المرشحين المؤيدين لخاتمي في الدوائر الأربع، وبينهم وزير الصناعات السابق أحد أقطاب اليسار الإسلامي الراديكالي بهزاد نبوي والنائب السابق إبراهيم أصغر زادة، المرشحين عن طهران. ورُفضت أيضاً مشاركة ابنة أحد رموز الثورة آية الله طالقاني السيدة أعظم طالقاني، لكن المصادر أكدت أن المجلس أجاز لزوجة زعيم الراديكاليين السيدة فاطمة كروبي التي تُعد مؤيدة لخاتمي، حق خوض الانتخابات. وعلى رغم أن "مجلس صيانة الدستور" لا يقدم توضيحات لدوافع قراراته، ذكرت المصادر أن سبب استبعاد بهزاد نبوي "محاولته دعم حكومة الشاه" قبل الثورة، علماً بأنه كان ناطقاً رسمياً باسم حكومة مير حسين موسوي حين كان آية الله علي خامنئي رئيساً للجمهورية، ووافق المجلس على ترشيح بهزاد نبوي للانتخابات النيابية العام الماضي. وقال أحد كبار مساعديه لپ"الحياة" أنه يشعر ب "الذهول مما يجري، فما معنى قبول ترشيح نبوي العام الماضي ورفضه الآن، ولم يحصل شيء سوى إعلانه تأييده خاتمي صراحة". وعلمت "الحياة" من أوساط قيادية في الحركة الطالبية أن الطلاب "سيتظاهرون الاثنين المقبل احتجاجاً، وسينظمون تجمعاً حاشداً أمام مبنى مجلس الشورى الإسلامي" البرلمان، علماً أن إبراهيم أصغر زادة مؤيد للرئيس الذي رشحه اتحاد الطلاب أقصي عن خوض الانتخابات. وعزت أوساط سياسية قرار "مجلس صيانة الدستور" إقصاء أنصار خاتمي مبكراً إلى "توقع فوز أكيد لهم في كل الدوائر". وكشفت المصادر أن الرئيس الإيراني سيعلن خلال اجتماع الحكومة بعد غد رفضه القاطع لما يجري. ولا يعرف هل يتراجع "مجلس صيانة الدستور" عن بعض قراراته التي لم يعلنها بعد بصورة رسمية، وإن كان أبلغها إلى المرشحين.