أحدثت تهديدات الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي بإنزال "ضربات احترازية" بأفغانستان ردود فعل واسعة في روسيا. وهددت حركة "طالبان" دول وسط آسيا، محملة اياها المسؤولية الكاملة عن أي عمل عسكري روسي ضدها. وفي موسكو، أيد الزعيم القومي فلاديمير جيرينوفسكي الذي دعا إلى توجيه انذار إلى أفغانستان ومطالبتها بوقف التعاون مع "الارهابيين" و"تدمير المعسكرات الموجودة على أراضيها" إذا لم تستجب للانذار. وشدد جيرينوفسكي على أن هذه العملية ينبغي أن تتم في غضون الشهر الجاري أو في حزيران يونيو. واعتبر القائد العام للقوات الفيديرالية في القوقاز سابقاً الجنرال فيكتور كازانتسيف أن الضربة مبررة في حال "توفر حقائق عن أن عصابات تجتمع في أفغانستان، وان الجرثومة تنطلق من هناك. في هذه الحال ما المانع من انزال ضربة؟". إلا أن رئيس البرلمان غينادي سيليزنيوف وصف التهديد بأنه "تعبير عن وجهة نظر شخصية وفيه حماسة أكثر مما ينبغي". وانتقد الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف بشدة التهديدات، وقال إنها "خالية من المسؤولية وتسيء إلى قيادة روسيا وشعبها". وقال ياسترجيمبسكي نفسه إنه لم يكن يقصد "اشتباكاً مباشراً" مع الأفغان، وأشار إلى احتمال استخدام "أساليب تكنيكية"، لم يوضحها. وشدد على أن روسيا تنسق مع حلفائها لمواجهة "قوس توتر" يمتد من الشيشان إلى أفغانستان، مروراً بآسيا الوسطى. وفي قندهار معقل حركة "طالبان"، حمّلت الحركة دول وسط آسيا المتاخمة لأراضيها المسؤولية الكاملة في حال نفذت روسيا تهديداتها. وقال الناطق الرسمي باسم "طالبان" الملا عبدالحي مطمئن في تصريح إلى "الحياة": "إذا هاجمت روسيا الأراضي الأفغانية، فسيتحد كل الشعب الأفغاني ضدها، وبالتأكيد فإن الطائرات والصواريخ الروسية لن تقلع أو تُطلق من الأراضي الروسية، بل من أراضي الجمهوريات الإسلامية التي ستتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان في حال حصوله". ومعلوم ان في هذه الجمهوريات آلاف من الجنود الروس، خصوصاً على الحدود الطاجيكية - الأفغانية. وكان الناطق باسم الخارجية الباكستانية انتقد البيان الروسي الذي رأى فيه تهديداً للاستقرار في المنطقة، ودعا أميركا و"طالبان" إلى حل ثنائي لمسألة أسامة بن لادن، نافياً أي دور لبلاده في المسألة، كون ابن لادن ليس مواطناً باكستانياً أو يعيش على الأراضي الباكستانية. واعترفت "طالبان" بالجمهورية الشيشانية وافتتحت لها سفارة في كابول، وهذا ما ازعج القيادة الروسية، ورأت مصادر في حركة "طالبان" ان التهديدات تشير إلى فشل السياسة الروسية في دعم حلفائها من التحالف المعارض، ولذا فهي تعمد الآن إلى "سياسة جديدة ترتكز على التدخل الفاضح والسافر لانقاذ عملائها".