} أكد الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف ان "حرب العصابات" ضد الروس بدأت، مشيراً الى ان هدف موسكو إبادة الشعب الشيشاني. وفي الوقت نفسه، اعترف مساعد الرئيس الروسي سيرغي ياسترجيميسكي بأن الكرملين "وافق" على اتصالات جرت بين مسخادوف وعدد من قادة جمهوريات القوقاز. لكنه قال ان العمليات العسكرية سوف تستمر "حتى النهاية". عقد الرئيس الروسي بالوكالة فلاديمير بوتين اجتماعاً ليل الخميس - الجمعة في مدينة كراستودار جنوبروسيا، حضره قادة الجمهوريات والمقاطعات القوقازية. وأدلى خلاله بتصريحات على طريقة "اكسر واجبر". ولدى لقائه قائد القوات الروسية في القوقاز فيكتور كازانتسيف، اشاد بوتين بعملية "تحرير" غروزني. وذكر انها جرت "بامتياز". وأضاف ان "القضاء على قطاع الطرق سيتم في أقرب وقت". لكنه من جهة اخرى، دعا قادة المنطقة الى مساعدة "الشعب الشيشاني الموهوب" في اعمار ما دمرته الحرب. واثر اللقاءات، اكد ياستر جيميسكي ان رؤساء عدد من جمهوريات القوقاز "يجرون بين فترة واخرى وبموافقة الكرملين" اتصالات مع مسخادوف. إلا انه أضاف ان بوتين ومساعديه "لا مزاج لديهم" للتفاو ض مع مسخادوف، وشدد ان العملية العسكرية ستستمر حتى نهايتها المنطقية"، رغم الاتصالات الجارية. ويبدو ان الجزء الأخير من تصريحات ياسترجيميسكي دفع مسخادوف الى الاعلان امس ان هدف موسكو "ليس القضاء على الارهاب بل ابادة الشعب الشيشاني". وذكر في حديث أدلى به من مقره السري في جبال الشيشان، ان حرب عصابات ستجري في كل أراضي الجمهورية بما فيها تلك التي تخضع لسيطرة القوات الروسية. واعتبر ياسترجيميسكي هذا التهديد "مجرد تنفيس دعائي". وقال ان المسلحين الشيشانيين يشعرون بأن "عددهم يتضاءل وطوق الحصار يضيق" حولهم، لذا توقع ان يلجأ عدد منهم الى دول اخرى "ليحاربوا عبر الانترنت". إلا ان هناك مؤشرات تدل على ان حرب العصابات تثير قلق موسكو. واكد الناطق باسم وزارة الداخلية يفغيني جيريبتسوف ان مراكز الشرطة التي اقيمت في المناطق "المحررة"، تتعرض الى اطلاق نار باستمرار. وقال ان كثيرين من السكان "يتظاهرون نهاراً بأن كل شيء على ما يرام، ويحملون السلاح ليلاً". وفي موسكو، قررت مديرية الشرطة اتخاذ اجراءات أمنية مشددة. وعززت الحراسة حول المطارات ومحطات القطار والمؤسسات الحكومية. وذكر رئيس المكتب الاعلامي للمديرية فلاديمير خيرشكوف ان "مواجهة التهديدات الارهابية" اقتضت الغاء عطل وإجازات منسوبي الجهاز. المرحلة الثالثة وعلى الصعيد الميداني، ذكر نائب رئيس الاركان فاليري مانيلوف ان القوات الروسية انجزت اعادة الانتشار وعززت مواقعها في الجبال تمهيداً ل"المرحلة الثالثة والأخيرة" التي كان وزير الدفاع ايغور سيرغييف تحدث عنها. وأضاف مانيلوف ان "هدوءاً نسبياً" ساد ميادين القتال. ولكنه شدد على ان القوات الروسية انجزت السيطرة على الممرات المؤدية الى وادي ارغون وفيدينو. ولم ينف مانيلوف احتمال استخدام صواريخ أرض - أرض. واكد ان موسكو "ستستخدم كل ما لديها من وسائل لتنفيذ المهمة" من دون انتهاك المواثيق الدولية. وذكر تحديداً ان فاعلية "القنابل الفراغية ... تعادل 100 في المئة". ومعروف ان هذه القنابل تستخدم لإبادة البشر في الأماكن المغلقة وخصوصاً الملاجئ والمغارات. ومن جانبه، أكد قائد سلاح الجو اناتولي كورنوكوف ان الطيران سيواصل اسقاط قنابل من زنة 1.5 طن، مشيراً الى ان "الوصول اليهم المقاتلين في الجبال صعب، ولذا فإن استخدام هذه القنابل لا بد منه". والى جانب التدمير، فإن موسكو تنوي طمس الهوية الشيشانية. وذكر ياسترجيميسكي امس انه "لا يستبعد تقسيم الشيشان الى بلدان عدة واختيار موقع بديل لإقامة عاصمتها. واعترف بأن منظر المدينة حالياً لا يفرح، لكنه مؤقت". العالم الاسلامي وفي غضون ذلك، قال الرئيس الشيشاني السابق سليم خان ياندربايف مبعوث مسخادوف الى الدول الاسلامية، ان هدف جولة يقوم بها في هذه الدول، الحصول على اعتراف العالم الاسلامي باستقلال الشيشان. وأكد ياندربايف الموجود في باكستان حالياً أنه لا يسعى الى تجنيد متطوعين او يحاول تشكيل حكومة في المنفى. وقال إنه زار ست دول اسلامية سعيا للتأييد و"عرضنا قضية الاعتراف بنا على الزعامة الباكستانية. والمحادثات مستمرة مع الباكستانيين وهم يدرسون الأمر. وطلبنا من بقية دول العالم الاسلامي ان تساعدنا سياسيا وتعترف بحكومتنا المستقلة". وأكد: "لا نعتزم تشكيل حكومة في المنفى. وفي ما يتعلق بالمتطوعين لا نحتاج اليهم حالياً ولكن اذا كان أي شخص يريد الذهاب للقتال في الشيشان فهذا امر يعود اليه". وحتى الآن لم تعترف سوى افغانستان بالشيشان. وانتقدت روسياباكستان بسبب استقبالها ياندربايف. وغادر ياندربايف امس الى افغانستان لاجراء محادثات مع قادة حركة "طالبان". واعلنت اسلام اباد انها لا تستطيع السيطرة على تحركاته في مواجهة انتقادات وجهتها اليها موسكو.