أديس أبابا، أسمرا، الخرطوم، واشنطن - أحكمت القوات الاثيوبية أمس سيطرتها على بلدة بارينو على بعد 70 كيلومتراً داخل الأراضي الاريترية بعدما احتلت بلدة مايديما أول من أمس. وبدا أمس ان النتيجة المباشرة لتقدم القوات الاثيوبية هي الزيادة الكبيرة لأعداد اللاجئين الاريتريين سواء داخل بلادهم نحو مليون شخص أو الفارين من المعارك الى السودان الذين قدر عددهم ب85 ألفاً. وفي محاولة لوقف النزاع أوفد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي السيد علي عبدالسلام التريكي "كمبعوث شخصي له محملا برسالة عاجلة الى ملس زيناوي رئيس وزراء اثيوبيا تتعلق بوقف اطلاق النار والمعارك بين اثيوبيا واريتريا وانسحاب القوات الاثيوبية من الاراضي الاريترية". واتصل القذافي بالرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي يتولى حالياً رئاسة منظمة الوحدة الافريقية، وبحث معه في "الأوضاع الخطيرة" بين اثيوبيا واريتريا. واكد الزعيم الليبي "مسؤولية القمة الافريقية تجاه هذا الوضع الخطير" مطالباً بأن "تتحمل افريقيا مسؤوليتها على اعلى المستويات قبل المجتمع الدولي لانه غير معني بذلك"، ومشدداً على ان "اجتياح دولة مستقلة عضو في الاممالمتحدة امر يشكل سابقة خطيرة على الدول الصغيرة". الى ذلك، اعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان انها أمرت الموظفين غير الأساسيين في سفارتها في اريتريا فضلاً عن عائلات الديبلوماسيين، بمغادرة هذا البلد. كذلك دعت السلطات الالمانية رعاياها المقيمين في اريتريا الى مغادرة هذا البلد في اسرع وقت ممكن. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الالمانية ان نحو 200 الماني يعيشون في اريتريا. واوضح ان برلين تستعد ايضاً لخفض عدد العاملين في سفارتها في أسمرا حيث يعمل عشرة اشخاص. واشار المتحدث الى ان المعارك لا تهدد العاصمة الاريترية مباشرة الا ان ذلك قد "يتغير سريعاً"، مضيفاً انه اذا كانت الخطوط الجوية ما زالت تعمل حتى الآن فاننا "لا نعلم الى متى سيستمر ذلك". في موازاة ذلك، استمر تدفق اللاجئين الاريتريين الفارين من منطقة القتال. وأفاد مركز إعلام قريب من سلطات أديس أبابا ان 18 ضابطاً اريترياً "سلموا أنفسهم" للسلطات السودانية من أجل اللجوء الى محافظة كسلا شرق السودان، وذلك ضمن عشرات آلاف اللاجئين. واشار حاكم ولاية كسلا ابراهيم محمود حميد الى ان 85 ألف اريتري لجأوا الى الولاية مقدرا موجات وفود اللاجئين بمئة الى 150 شخصاً في الساعة. واضاف ان كميات اضافية من الاغذية قادمة من الخرطوم وزعت في المخيمات الجديدة للاجئين كما ان المواطنين يقدمون يوميا هبات الى اللاجئين. وقال: "غير ان الامكانات في المنطقة غير كافية". واعلن ان برنامج الاغذية العالمي والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعين للامم المتحدة فضلا عن اللجنة السودانية المكلفة شؤون اللاجئين تعهدوا تقديم مساعدة غذائية عاجلة مضيفا ان ممثلين عن المنظمات قاموا بجولة في مخيمات اللاجئين. وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين اكدت نقلا عن مصادر عدة ان حوالى ستة الى عشرين الف اريتري لجأوا الى السودان. وتوقع نائب وزير الداخلية السوداني احمد محمد العاص وفود المزيد من اللاجئين الى كسلا في الأيام المقبلة. وفي أسمرا تستعد السلطات الاريترية لإيواء عشرات آلاف الأشخاص شردهم القتال. وقال شهود عيان ان لجنة الاغاثة واللاجئين الاريترية حولت مدرسة في العاصمة الى مخيم إيواء موقت. وقال مسؤولون في اللجنة ان ما يتراوح بين خمسة وستة آلاف شخص تم إيواؤهم بالفعل في المخيم وأن من المتوقع وصول ما يتراوح بين 50 ألفاً و60 ألفاً آخرين في الساعات الأربع والعشرين القادمة. وقال يماني جبر مسكل مستشار الرئيس الاريتري انه يقدر ان عدد المشردين تضاعف ليصل الى نحو مليون شخص، وهو الرقم الذي أكدته الأممالمتحدة.