أكدت مصادر مطلعة في أديس ابابا أمس استمرار المعارك لليوم الثالث في مناطق عدة من الشريط الحدودي الأثيوبي - الاريتري وسقوط أكثر من مئة قتىل وتشريد آلاف المواطنين في المنطقة. وطرحت أمس خطتان لوقف التوتر بين البلدين الجارين احداهما اميركية تركز على نقل مراقبين اميركيين الى منطقة النزاع بعد انسحاب الجانبين، والأخرى ليبية تقضي بنشر قوة افريقية للفصل بين الجانبين في المنطقة ذاتها. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية لپ"الحياة" في أديس ابابا أمس ان "الاشتباكات ما زالت مستمرة في مناطق عدة على الشريط الحدودي. وأوضحت ان القتال الذي اندلع مجدداً الأحد الماضي أدى الى مقتل مئة شخص وتوقعت ارتفاع عدد الجرحى والمفقودين في ظل المواجهات العنيفة. وزادت ان أكثر من 10 آلاف مواطن شردوا منذ اندلاع الأزمة الحدودية منتصف الشهر الماضي. وكشف الرئيس الاريتري اساياس أفورقي ان المشكلة الحدودية بين بلاده واثيوبيا بدأت قبل ثلاث سنوات. وأضاف في حديث بثته اذاعة اريتريا مساء أمس ان القوات الاثيوبية "اجتازت الحدود اكثر من مرة. واحتلت في المرة الأخيرة بعض الأراضي الاريترية ما اضطر القوات الاريترية الى الرد". ووصلت الى اديس ابابا المبعوثة الاميركية مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية سوزان رايس في اطار جولة مكوكية بين اديس ابابا واسمرا. وقالت مصادر ديبلوماسية ان رايس "قدمت اقتراحات مهمة الى المسؤولين في البلدين لاحتواء الأزمة". وركزت الاقتراحات الاميركية على ان يسحب الجانبان قواتهما من المناطق المتنازع عليها، وان توزع واشنطن مراقبين في تلك المناطق تحت اشراف لجنة عليا يرأسها مدير دائرة افرىقيا في وزارة الخارجية الاميركية، وتشمل المرحلة الأخيرة من الخطة الاميركية اجراء مفاوضات موسعة بين اسمرا واديس ابابا بإشراف وسطاء اميركيين. وتحدثت المصادر عن مؤشرات على فشل زيارات رايس المتتالية الى العاصمتين منذ اندلاع الأزمة، وأكدت ان "الفرصة الوحيدة أمام حل النزاع سلمياً تتمثل في وجود رايس في المنطقة في ظل تزايد التكهنات بأن زيارتها الحالية ستكون الأخيرة". وأعربت واشنطن مساء أول من أمس أ ب عن قلقها الشديد لوقوع الاشتباكات قرب مدينة زالانبيسا الحدودية. وحذر الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن من ان تجدد القتال "سيزيد التصعيد في النزاع الحدودي ويقود الى صراع أوسع". واعتبر ان المواجهات الجديدة "تزيد من تعقيد الوضع أمام جهود الوساطة الاميركية والرواندية". وزاد: "نحن ندعو الحكومتين الاريترية والاثيوبية الى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس". ونقلت الوكالة عن مصور صحافي زار منطقة الحدود قوله ان اريتريا أرسلت تعزيزات جديدة الى منطقة الاشتباكات. واضاف ان الجنود الاريتريين ودباباتهم ومدافعهم تواجه المواقع الاثيوبية في باديمي التي تبعد 110 كيلومترات جنوب غربي أسمرا. ونقلت الوكالة عن عامل زراعي عاد الى اسمرا من غرب اريتريا امس ان "السودان قصف قرى عدة قرب مدينة تسني التي تبعد 230 كيلومتراً غرب أسمرا". ولم تصدر أي تأكيدات لرواية العامل الزراعي. وتستضيف اريتريا معسكرات قوات المعارضة السودانية. وأكد قائد عسكري اريتري رويترز ان القوات الاثيوبية تجاوزت الحدود لمسافة 20 كيلومتراً داخل الأراضي الاريترية وان الجانبين تبادلا القصف المدفعي. ولم يعط غيرماي كيدان من موقعه المطل على المواقع الاثيوبية أي أرقام عن الضحايا. وأوضح ان القوات الاثيوبية "احتلت 380 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الاريترية". الاقتراح الليبي الى ذلك، افادت مصادر ليبية رسمية امس أ ف ب ان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي اقترح ارسال قوة فصل افريقية الى المنطقة الحدودية التي يتنازع البلدان السيادة عليها. وقالت المصادر ان القذافي اقترح ارسال هذه القوات من دول "تجمع دول الساحل والصحراء" الذي شكلته ليبيا والسودان وتشاد والنيجر ومالي ومصر وتونس وبوركينا فاسو في الخامس من شباط فبراير الماضي في طرابلس. وأضافت المصادر ان الزعيم الليبي كلف مساعد الأمين العام للتجمع بزيارة اديس ابابا واسمرا لعرض الاقتراح الليبي على المسؤولين في البلدين. المانيا على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الالمانية أمس ان وزير الدولة هلموت شيفر ألغى زيارة رسمية كان مقرراً ان يبدأها امس لإريتريا. وأوضحت الوزارة في بيان مقتضب ان الزيارة "ألغيت بسبب النزاعات الحاصلة حالياً بين اريتريا واثيوبيا". وأضافت ان برنامج زيارة شيفر كان يتضمن اجراء محادثات مع ممثلي المعارضة السودانية في اسمرا الى جانب محادثات مع مسؤولين حكوميين اريتريين. وبدأ شيفر منذ فترة وساطة بين الحكومة السودانية والمعارضة بشقيها في شمال البلاد وجنوبها بطلب من الطرفين لوضع حد للحرب الاهلية في السودان. وزار شيفر الخرطوم والقاهرة أخيراً لهذه الغاية واجتمع مع عدد من ممثلي الحكومة السودانية والمعارضة من دون ان تسفر محادثاته عن تطور ايجابي.