"مقهى الانترنت" اصبح حديث الشباب في مصر، وذلك بعدما ارتفع عدد الشركات التي تقدم خدمة الاتصال بشبكة الانترنت الى 60 شركة يستخدمها نحو 350 الف شخص، وجاءت تلك المقاهي لتعبر عن صيحة العصر والانطلاق الجديد في اتجاه لغة جديدة يحاول الشباب أن يتقنها. وقد بلغ حجم التجارة العربية لأجهزة الكومبيوتر 100 مليون دولار في حين يبلغ حجم التجارة العالمية فيها نحو 12 بليون دولار اميركي سنوياً. وتعد مصر الاولى عربياً في حجم مبيعات اجهزة الكومبيوتر في الشرق الاوسط، تليها المملكة العربية السعودية. وتزين لافتات "انترنت كافيه" واجهات عدد كبير من المحال في شوارع العاصمة، لا سيما المناطق الراقية، مثل مصر الجديدة، ومدينة نصر، والمعادي، والمقطم، والمهندسين والدقي والعجوزه والهرم، وكذلك في المراكز التجارية الكبيرة. لا يرتاد هذه المقاهي الا الشباب الميسورين، إذ يتفاوت سعر ساعة استخدام الشبكة بين 12 و60 جنيهاً مصرياً. وهذا المبلغ يشمل ايضاً مشروباً واحداً. للبريد ايضاً ويقول مدير عام احد هذه المقاهي عمرو الجمل إن 20 في المئة من الزبائن يبحثون عن المعلومات، اما النسبة المتبقية فتتراوح بين مستخدمي البريد الالكتروني كبديل للبريد العادي، وهواة التحدث مع مستخدمين آخرين للشبكة في دول وقارات أخرى. شاب في مقهى للانترنت في حي مدينة نصر اسمه خالد ابراهيم السيد 20 سنة طالب في كلية الهندسة يقول إنه يتردد على المقهى للبحث عن المواقع التي تساعده في الدراسة، ويبلغ معدل تردده بين اربع وست مرات شهرياً. ابراهيم علي السيد 32 سنة محاسب يقول إنه يفضل أن يقضي وقت فراغه في مقاهي الانترنت للاستفادة من المواقع العملية، بالاضافة الى تلك المتخصصة في سرد النكات والقفشات. اللهو ضمن حدود ويقول ياسر محمود أدهم 18 سنة طالب جامعي إن عدداً من الشباب المراهقين يبحثون عن المواقع الجنسية، لكنه يؤكد انهم قلة مقارنة بالشباب الجاد الباحث عن المعلومات. الاستاذة في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية الدكتورة عزة كريم تحذر من استخدام الانترنت بكثرة خوفاً من "الإدمان". تقول "مستخدم الانترنت يعيش في جزيرة منعزلة، ويتحدث مع آخرين من خلف سور، ولا بد ان يكون التعامل معه بحساب حتى لا يدفع مستخدمه الى الإدمان".