حينما يساء استخدام شبكة الأنترنت من قبل فئة ربما نعتبرها مراهقة - حتى في سن الخمسين - تبدو السلبيات المعطلة لآلية محاسن ومنافع هذه الآلة الضخمة تفرز أضرارها على المحيط الذي يعمل داخل بيئتها المريضة.. أو ربما يأخذ هذا المرض انتشاره ليصيب المقربين من هؤلاء. فالبقاء لساعات طويلة ملتصقين بشاشة الكمبيوتر في رحلة لهو وتسكع عبر محطات الأنترنت المتعدده تعد منعطفا خطيرا يهدد حياة ومستقبل المستخدم وتدخله دونما توقيت في دائرة المدمنين - الأدمان الحقيقي الذي يدمر كل شيء من حولة - حيث يلازم المستخدم للشبكة على هذا النحو يلازمه شعور دائم بالرغبة في زيادة عدد ساعات استخدام الأنترنت .. والكذب على المحيطين به لأجل التفرغ للمزيد من استخدام الشبكة .. كذلك التفكير الدائم في الأنترنت حتى مع البعد عن الكمبيوتر. من هنا بدأ بيننا الحوار .. وكان ضيوفنا في هذه الحلقة المهندس علي سلطان .. ومحمد رياض العلي .. وياسر الخالدي. في البداية قال المهندس علي - معرفا الادمان على الانترنت: الأدمان هو مصطلح لازال تحت الدراسه والتغيير حسب مستجدات لدراسات والبحوث .. ولكنه صنف حسب دراسة تمت مؤخرا إلى خمسة انواع : @ الأدمان المعرفي وهو انبهار الشخص بحجم المعلومات المتوفرة على الشبكة لدرجةانصرافه عن واجباته الأساسية في الحياة. @ الأدمان المالي وهو ولع الشخص بالصرف المالي المفرط على الشبكة في ماليس له حاجة فيه كالقمار والدخول في المزادات وأسواق المال لأجل المتعة لا التجارة الحقيقية. @ ولع مستخدم الأنترنت بالمواقع الأباحية وغرف المحادثة "الشات"الرومانسية وقد يربط هذا بعدم الاشباع العاطفي لدى الشخص أو بمعاناة من حالة نفسية معينة. @ إدمان الصداقات وهو انصراف مستخدم الانترنت الى علاقات الكترونية على حساب علاقاته الواقعية. @ إدمان الألعاب وهو الولع بالألعاب المتوفرة على الشبكة بحيث تؤثر على الوظائف الأساسية في الواقع الحياتي كالدراسة والعمل والواجبات المنزلية. وقال محمد رياض : إن آفاق الإنترنت تبدو واسعة.. وهي شبكة عالمية مفيدة تخدم الصالح العام وفي ذات الوقت وسيلة هدامة إذا ماسيرت خدماتها العظيمة في مواكبة الأهواء الذاتية الشاذة ... وأضاف: إن الشبكة بالرغم من تضييق حجم انفتاحها وإغلاق غالبية المواقع التي لاتتمشي وقيمنا الإسلامية المحافظة لاتزال تدق ناقوس الخطر في الكثير من المنعطفات التي نحسبها هينة مثل ما أشار به المهندس علي كنافذة (التشات) ومواقع الخلوة الكلامية أو التي يتم بواسطتها تبادل الصور الشخصية. وأضاف: إن الانترنت وكل خدماتها بإيجابياتها وسلبيتها تدار بإرادة ذاتية لايمكن لأي جهة التدخل في تنظيم خط سيرها. خطر النوافذ كما قال السيد ياسر: أن الأدمان على الأنترنت من اشد الأمراض التي يمكن أن تصيب مستخدم الأنترنت وتدمر حياته .. فهذا الأدمان يعزل المستخدم عن مجتمعه ويجعله عضوا غير منتج .. فهذا الأدمان يعزل المستخدم عن مجتمعه ويجعله عضو غير منتج ولاسيما اذاماكان الأمر يتعلق بنافذة (التشات) حيث تعد أخطر النوافذ التي يمكن للمتصفح زيارتها فهي تشبه في مضمونها السوق المختلطة التي تعج بعبارات الغزل والكلام الرخيص وهي مضيعة للوقت والجهد والمال حيث يدمن مستخدمها على الإنترنت دون أن يدري أو يجني من وراء ذلك أية فائدة تذكر محذرا الآباء من ترك أبنائهم في ظلمات تلك النافذة (الساقطة) بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى ... وأضاف العيسى: يستوجب على القائمين على تلك المواقع التي توفر هذه الخدمة الساذجة الحد من تمادي مرتادي (التشات) في حواراتهم الرخيصة لاسيما أنه بإستطاعة المشرفين والمراقبين على تلك النوافذ من طرد الأعضاء غير المرغوب فيهم وذلك لنجنب أبناءنا وشبابنا خطر هذه النوافذ لانها لاتناسب عاداتنا أو قيمنا ... ولا يمثل كل عضو في تلك النوافذ إلا نفسه المريضة التي تستوجب العلاج.