اتسعت رقعة الحرب الشيشانية، وشن مقاتلون امس هجوماً على طابور عسكري روسي في أراضي جمهورية انغوشيتا، ربما عرقل الحادث مساعي التسوية التي بدأت اثر لقاء مسؤولين روس وشيشانيين في انغوشيتا. واكد رئيس هذه الجمهورية رسلان اوشيف ان الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف أعلن استعداده للقاء المفاوض الروسي بافل كراشينينيكوف. لكن قيادة الجيش الروسي حذرت من "تمادي السياسيين" في التفريط بما تحقق عسكرياً. ورفضت أي محاولة للقاء مسخادوف. وذكرت مصادر عسكرية ان الطابور وقع في مكمن بين قريتي القصدي وغالاشكي في قضاء سونجه القريب من الأراضي الشيشانية. واطلق مسلحون النار من الغابات المحاذية للطريق فدمروا شاحنتين وقتلوا 16 عنصراً من القوات الفيديرالية، ونقل الى المستشفى جنديان اصيبا بجروح خطيرة. وهذا أول حادث من نوعه يقع خارج الأراضي الشيشانية، ويعد ناقوس خطر ومؤشر الى احتمال اتساع نطاق الحرب، اضافة الى انه ينفي ما قاله الجنرالات الروس عن "احكام السيطرة" على المناطق الحدودية. ولم يستبعد مراقبون ان يكون وراء الحادث "متطرفون" هدفهم عرقلة مساعي التسوية التي كانت قطعت خطوة مهمة بعقد لقاء بين كازبك ماخاشيف نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية في ادارة مسخادوف وبافل كراشينينيكوف رئيس لجنة التشريفات في البرلمان الروسي ورئيس اللجنة المستقلة لحقوق الانسان في القوقاز. ومعروف ان الرئيس الانغوشي آوشيف قام منذ اندلاع الحرب بجهود لوقفها وتولى مهمة الوساطة بين موسكو وغروزني ونجح في ترتيب اللقاء الأخير. وأكد امس ان لديه معلومات عن استعداد الرئيس الشيشاني لمقابلة كراشينينيكوف الذي وصفه بأنه "رجل نزيه لا يخدم مصالح طرف واحد". وكشف الرئيس الانغوشي ان اللقاء كان "الجزء المعلن" من اتصالات سرية بين موسكو والشيشانيين. واعرب عن أمله في ان يرعى الرئيس فلاديمير بوتين هذه الاتصالات من خلال استقباله كراشينينيكوف "لكي يسمع معلومات عما يجري فعلاً". ويذكر ان قائد القوات الفيديرالية في الشيشان الجنرال غينادي تروشيف أعرب عن استيائه من اللقاء الذي جرى في انغوشيتا وقال انه لو كان علم به سلفاً لأصدر أوامر باعتقال ماخاشيف. واضاف انه يرفض التفاوض مع مسخادوف وممثليه لأنهم "يهددون روسيا ويدعون الى محاربتها". وتابع ان القوات المسلحة تخشى "انعطافاً في الأحداث يكون خداعاً للجيش وتغريراً به وفخاً ينصب له" من خلال توقيع اتفاقية سلام شبيهة بالتي ابرمت قبل أربع سنوات وأدت الى انهاء الحرب الأولى. ومن جانبه اشار النائب الأول لرئيس هيئة الأركان العامة فاليري مانيلوف الى ان "الحديث عن مفاوضات سياسية ليس له اساس". وزاد ان مسخادوف "مطلوب للقضاء وهو يعمل يداً بيد مع قطاع الطرق". وبدا موقف الجنرالات ولهجتهم اشبه بالتحدي للقيادة السياسية ومحاولة للضغط عليها ومنعها من التفاوض مع الشيشانيين. وقد طلب كراشينينيكوف من الجنرالات "ان يمارسوا عملهم دون ان يتدخلوا في المفاوضات أو يوعزوا بإلقاء القبض على أحد"، مؤكداً ان ذلك من اختصاص القضاء وليس الجيش. واضاف انه مصمم على مواصلة اتصالاته مع الشيشانيين ولمح الى انه مستعد لمقابلة مسخادوف.