هراري، لندن - رويترز، ا ف ب - قال ناطق باسم روبرت موغابي رئيس زيمبابوي امس ان الاخير سيلجأ الى استخدام سلطات خاصة خلال الايام العشرة المقبلة من اجل السماح بانتزاع اراض يملكها البيض واعادة توزيعها على المزارعين السود المعدمين. واكد الناطق جورج شارامبا ان السلطات الرئاسية الخاصة موقتة وضرورية في ظل غياب البرلمان الذي حل هذا الشهر، تمهيداً لاجراء انتخابات برلمانية خلال الاشهر القليلة المقبلة. واضاف "لان البرلمان غير منعقد حالياً فان الرئيس سيلجأ الى استخدام سلطات رئاسية موقتة بناء على الدستور وذلك لتصحيح بنود في قانون امتلاك الاراضي". وكان المحاربون القدامى في حرب استقلال زيمبابوي عن بريطانيا غزوا مئات المزارع التي يملكها البيض بموافقة الحكومة للمطالبة بإعادة توزيع الاراضي. وجاءت تصريحات شارامبا بعد يوم من تصريح لوزير العدل اميرسون مناغانغوا اوضح فيه ان الاطار القانوني للاستيلاء على الاراضي سيوضع رسمياً خلال عشرة ايام. وتقول حكومة موغابي ان مسألة التعويض مسؤولية بريطانيا القوة الاستعمارية السابقة في زيمبابوي. وتبدي لندن استعدادها للمساعدة على تمويل تصحيح وضع الاراضي، لكنها تطالب بإنهاء الاحتلال غير القانوني للمزارع اولاً. واعتبر مناغانغوا ان "موقف بريطانيا ليس مشكلتنا. فليس مهماً ما يفكرون فيه او يقولونه. فسنواصل خططنا سواء قبلوها أم لا". الاتحاد الاوروبي من جهة اخرى، افادت وزارة الخارجية البريطانية امس ان بريطانيا والعديد من الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي بحثوا في اتخاذ اجراءات لاجلاء رعاياهم من زيمبابوي في حال تدهور الوضع في البلاد. واشارت ناطقة باسم الوزارة لوكالة "فرانس برس" ان البحث تناول "العديد من السيناريوهات والاوضاع المختلفة"، من دون اعطاء المزيد من التفاصيل، مشيرة الى ان هذه الاجراءات لن تطبق مباشرة. واكدت صحيفة "صنداي تلغراف" امس ان هذه الاجراءات تشمل تجميع رعايا دول الاتحاد الاوروبي في مدن هراري وبولاوايو ومويتاري مع اطلاق دعوات للاجلاء عبر هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" وغيرها من المحطات الاذاعية. واضافت الصحيفة ان الرعايا الاجانب قد ينقلون بعد ذلك في مواكب عسكرية الى مرفأ بيرا في موزمبيق او في جنوب افريقيا، مشيرة الى ان بريطانيا ستتولى تنسيق العملية باعتبارها القوة المستعمرة السابقة في المنطقة. ونفت وزارة الخارجية البريطانية معلومات سابقة كانت نشرتها صحيفة "فرنكفزرتر اليمين زيتانغ" افادت عن تشكيل قوة تدخل سريع بريطانية في موزمبيق، من دون ان تستبعد امكانية قيام قوات عسكرية بالمساعدة في عملية اجلاء عاجلة للرعايا الاجانب. وقالت الناطقة باسم الوزارة "ليس من مصلحة احد الدخول في تفاصيل حول مضمون هذه الخطط". ويوجد في زيمبابوي حوالي 270 الف نسمة من السكان البيض، ويحمل حوالي 25 الفاً منهم الجنسية البريطانية. وكانت العلاقات بين لندنوزيمبابوي توترت في الاشهر الاخيرة بعد احتلال المحاربين القدامى في حرب الاستقلال مزارع البيض. وفشلت لندن وهراري الخميس الماضي، بعد ساعات من التفاوض، في التوافق على الية لتقديم التعويضات في اطار اعادة توزيع الاراضي. وتشترط بريطانيا لتقديم مبلغ حوالى 58 مليون دولار وقف عمليات احتلال المزارع واجراء انتخابات تشريعية من دون ممارسة الضغوط على المعارضة.