هراري - أ ف ب - طلب رئيس زيمبابوي بالوكالة جوزف مسيكا من المحاربين القدامى اجلاء مزارع البيض التي احتلوها، فيما حذرت بلجيكا رعاياها من السفر إلى زيمبابوي. وثبتت المحكمة العليا أمر طرد محتلي المزارع، معتبرة ان عملهم "غير قانوني". ويتولى مسيكا الرئاسة بالوكالة في غياب الرئيس روبرت موغابي الذي يشارك في كوبا في قمة مجموعة ال77. ومسيكا هو أحد نائبي رئيس البلاد. وقال في مؤتمر صحافي خصص لصحافيي زيمبابوي إن الحكومة ستسرع الاصلاح الزراعي، وعلى المحاربين القدامى مغادرة حوالى ألف مزرعة للبيض. وأضاف ان "هدفنا هو افهام المتظاهرين الذين يحتجون على مقاومة كبار ملاك المزارع للاصلاح ان عليهم اخلاء هذه الاراضي ليعاد توزيعها وتوطين أسر فيها". وأضاف ان "أسباب تظاهراتهم تلقى تقديراً وتفهماً من الحزب الحاكم والحكومة". وتابع مسيكا: "لكن بسبب التطورات الأخيرة لم تعد هناك ضرورة لمواصلة هذه التظاهرات". وكان زعيم المحاربين القدامى في زيمبابوي شنجاري هتلر هونزفي أنذر المزارعين البيض بتزايد حركة احتلال الأراضي. ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن هونزفي قوله: "ستشهدون المزيد من الاحتلالات الجدية هذه المرة، لأن الارض لم تعط بعد الى الشعب". وأضاف ان شعب زيمبابوي انتظر عشرين عاماً ليحصل على اراض ولا شيء سيوقف "الثورة". وكانت زيمبابوي نالت استقلالها عن بريطانيا في 18 نيسان ابريل 1980. وأعلن هونزفي عجزه عن وقف حركة الاحتلال نزولاً عند أمر المحكمة العليا التي اعتبرت تلك الممارسات "غير شرعية"، وطالبت الشرطة بطرد المحتلين ولكن من دون جدوى. وصرح هونزفي: "لا قدرة لي على التحكم في جماهير زيمبابوي"، مع انه قاد احتلال آلاف المزارع منذ شباط فبراير الماضي. وقال: "إذا كانت الشرطة التي تملك الوسائل اللازمة عجزت عن طرد المحتلين، فأنا لا املك القدرة ولا السبل لتنفيذ ذلك الأمر". وأعرب هونزفي عن أمله في ان يعاد توزيع الاراضي على السود قبل الانتخابات التشريعية المقررة مبدئياً في أيار مايو المقبل. وأطلق محاربون قدامى النار أول من أمس من دون وقوع ضحايا في مزرعة لونلي بارك غير المحتلة غرب العاصمة بسبب خلاف بين المحتلين ومالك المزرعة الذي رفض اصلاح خزان للماء. كما هاجم حوالى ثلاثين شخصاً في الوقت نفسه مزرعة ليندن وضربوا المسؤول عنها وأضرموا النار في احدى العربات وألحقوا أضراراً بأحد الاهراءات، حسبما أعلنت نقابة المزارعين البيض. من جهتها، طلبت بلجيكا من رعاياها توخي الحذر في حال السفر إلى زيمبابوي تحسباً لوقوع أعمال عنف ضد البيض خلال الانتخابات. وقالت الخارجية البلجيكية إن من يريد السفر إلى خارج العاصمة هراري عليه التشاور أولاً مع السفارة البلجيكية. وأضافت انه يتعين على من يريد زيارة إحدى المزارع أن يأخذ في الحسبان ان هناك جماعات مسلحة معادية للبيض تسعى إلى احتلالها.