هراري، أبوجا، لندن - رويترز، أ ب، أ ف ب - صعدّت لندن لهجتها ضد الرئيس روبرت موغابي امس، محذّرة من ان زيمبابوي تمرّ بأخطر ازمة في تاريخها. فيما اعلن موغابي ان "المزارعين البيض اعداؤنا". وبدأت نيجيريا وساطة بين لندن وهراري. وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية بيتر هين ان زيمبابوي تمرّ الآن "بأحرج اللحظات في تاريخها … الموقف خطير جداً". وحمّل رئيس زيمبابوي مسؤولية الأزمة لأنه لم يستخدم "سلطته لوقف الأعمال غير المشروعة". ومن جهته اعتبر موغابي المزارعين البيض "أعداء"، وقال في خطاب وجهه الى الشعب في مناسبة عيد الاستقلال "قلت لهم للمزارعين انكم اعداؤنا لأنكم تصرفتهم كأعداء واننا غاضبون جداً". وقتل مزارع ابيض ثان امس وقالت والدته غلوريا اولدز في مكالمة هاتفية من مزرعة سيلفرستريمز قرب مدينة بولاوايو ثاني اكبر مدينة في البلاد "قتلوا ابني... ضربوه حتى الموت". ومارتن اولدز 42 عاماً متزوج وله طفلان، وهو ثاني مزارع ابيض يُقتل في زيمبابوي منذ ان بدأ أنصار موغابي منذ شهرين انتزاع أراضي المزارعين البيض. وأوضحت غلوريا ان ابنها كان بمفرده في المزرعة عندما وصلت أعداد من المحاربين القدامى حوالى الساعة الخامسة والربع صباحاً. فاتصل هاتفياً بجاره لمساعدته قائلاً انه أُصيب بالرصاص، إلاّ ان المهاجمين أضرموا النار في المنزل وحالوا دون وصول سيارة الاسعاف. من جهة اخرى، اعلن مسؤول ان وزير الخارجية النيجيري سولي لاميدو توجه الى هراري امس حاملاً رسالة من الرئيس اولوسيغون اوباسانغو الى موغابي. واوضح المصدر ذاته ان مضمون الرسالة سيبقى سرياً. وعرضت نيجيريامرات عدة وساطتها في الخلاف القائم بين هراري ولندن. وقال دويين اوكبي الناطق باسم الرئيس النيجيري ان اوباسانغو "مستعد" للاضطلاع بدور الوسيط في هذه القضية اذا طُلب منه ذلك. وكان الرئيس النيجيري دبر اخيراً لقاء بين موغابي ووزير الخارجية البريطاني روبن كوك على هامش قمة اوروبا - افريقيا في القاهرة. واقر البرلمان في زيمبابوي مطلع الشهر الحالي قانوناً يسمح بمصادرة اراض يملكها مزارعون بيض من دون دفع تعويضات لهم داعياً بريطانيا سلطة الاستعمار السابقة، الى تحمل التعويضات. لكن لندن تعتبر انها غير مسؤولة عن ذلك وأعربت عن استعدادها لمناقشة احتمالات حل هذه المشكلة. وعلى الصعيد نفسه اعلنت نقابة المزارعين البيض ان موغابي تعهد بإعادة الوضع الى طبيعته في البلاد. وقال تيم هينوود رئيس نقابة المزارعين البيض في مؤتمر صحافي ان "الرئيس تعهد بإعادة الامور الى طبيعتها". وأدلى موغابي بهذا التصريح في اجتماع طارىء عقده مع ثلاثة من قادة نقابة المزارعين البيض لكنه لم يقل صراحة انه سيأمر قدامى المحاربين بإخلاء مزارع البيض المحتلة. واشار الى انه سيتخذ موقفاً علنياً في الايام المقبلة. وكان موغابي رفض الاحد اصدار الامر الى قدامى المحاربين بمغادرة المزارع. واستمر الاجتماع مع المزارعين ساعة واربعين دقيقة. وقد قتل المزارع الابيض ديفيد ستيفنز برصاص محاربين قدامى يوم السبت بالقرب من مدينة مارونديرا جنوب شرقي هراري. وذكر مصدر ديبلوماسي ان عدداً كبيراً من الزيمبابويين البيض من اصل بريطاني توجهوا اليوم الى السفارة البريطانية في هراري لاستلام جوازات سفر بريطانية بعد مصرع زميلهم. ومن بين 70 ألف ابيض في زيمبابوي، ثمة 20 الفاً يحملون الجنسية البريطانية. وعقد موغابي ايضاً اجتماعاً مع مزارعين بيض ومحاربين قدامى شمال زيمبابوي في محاولة لايجاد وسائل تمكنهم من التعايش السلمي حسبما أعلن أحد المشاركين في الاجتماع. وقال هذا المزارع الابيض المتحدر من منطقة سنتناري ماشونالاند ان ثلاثة آلاف شخص شاركوا في هذا الاجتماع الرامي الى "تثبيت الوضع" في المنطقة. واضاف المزارع الذي طلب عدم الكشف عن هويته "لم نطرد احداً من مزارعنا لكننا نريد تثبيت الوضع في اقليم ماشونالاند الاوسط. ولا نريد ان يحصل هنا ما حصل في منطقة مارونديرا". وشارك مسؤولون عن الفرع الاقليمي لتجمع قدامى المحاربين ومزارعون بيض ومالكو اراض وعمال زراعيون في الاجتماع الذي عقد في مزرعة مستثمر زراعي اسود كبير في المنطقة.