بدأ الدكتور جورج حبش همه الجديد في البحث عن سؤال أساسي شغله في السنوات الاخيرة، هو :"لماذا هزمنا؟"، وذلك بعدما أعلن استقالته من رئاسة "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" التي أسسها قبل 33 عاما. وكان حبش 75 عاما قدم استقالته في افتتاح المؤتمر السادس للجبهة في دمشق، حيث القى خطابا عزا فيه قراره الى "الرغبة في التجديد والايمان بالديموقراطية والثقة بالرفاق والقيادة وقدرة الجبهة على الاستمرار"، اضافة الى رغبته في العمل مع مجموعة من المفكرين العرب لتأسيس "المركز العربي للدراسات المتعلقة بالصراع العربي - الاسرائىلي"، باحثاً عن اجوبة لاسئلة دارت في ذهنه في السنوات الاخيرة خصوصاً "لماذا هزمنا؟ لماذا انتصر المشروع الصهيوني؟ لماذا لم تتحقق الوحدة العربية؟ لماذا لم نستطع تحرير فلسطين؟ ما هو مستقبلنا؟ ما هو مستقبل القومية العربية؟". واعتبر مراقبون اشارته الى "الثقة بقيادة الجبهة" بمثابة دعم لتسلم الامين العام المساعد السيد ابو علي مصطفى 62 سنة الامانة العامة. واشاروا الى ان رئاسته "الشعبية" ستترك اثراً مهماً في تعامل الجبهة مع مفاوضات السلام واتفاق اوسلو ونتائجه على الارض. ولن يستقيل الامين العام واعضاء المكتب السياسي رسميا قبل انتهاء اعمال المؤتمر السادس بحلقاته الثلاث، اذ ان الحلقة الاولى التي تضم اعضاء الخارج انهت اعمالها امس في دمشق، على ان تجتمع حلقتا الضفة الغربية وقطاع غزة لاحقاً. وقال الدكتور ماهر الطاهر عضو المكتب السياسي ان المجتمعين بحثوا في وثائق فكرية وسياسية وتنظيمية تناولت "الاخطاء التي ارتكبتها المنظمات الفلسطينية بما في ذلك الشعبية"، لافتاً الى وجود "آراء ووجهات نظر ستنعكس في الصياغة النهائية للوثائق في ختام اعمال المؤتمر".