يدخل الحوار الفلسطيني الداخلي منعطفاً هاماً اليوم في القاهرة مع انعقاد الاجتماع بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووفد "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" برئاسة أمينها العام المساعد ابو علي مصطفى الذي مهّد للقاء بحديث ادلى به الى "الحياة" في دمشق واعتبر فيه ان "اتفاق اوسلو امر واقع على الأرض وليس هناك اي جهة قادرة على الغاء هذه الوقائع بقرار". وألمح الى ان الأمين العام جورج حبش قد يتخلى عن زعامة الجبهة في المؤتمر المقبل" وأشار الى ان الجبهة تسعى الى "العمل على تغيير أوسلو نحو الأفضل". وقال عن "تجربة" المعارضة الفلسطينية انها كانت "عاجزة عن تحويل الخطاب السياسي الى فعل مادي في مواجهة السلطة" الوطنية الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات، والمح الى احتمال ان يقدم الامين العام الدكتور جورج حبش استقالته في المؤتمر العام المقبل للجبهة المتوقع عقده قبل نهاية العام الجاري. وكان الأمين العام المساعد يتحدث الى "الحياة" عشية سفره الى القاهرة لترؤس وفد "الشعبية" في الحوار مع عرفات نص الحديث ص 5. وقال ان الحوار يجري بسبب "شعورنا بالخطر في تداول القضايا الاساسية التي تهم عموم الشعب الفلسطيني وهي: قضايا القدس وعودة اللاجئين والحدود والمياه والمستوطنات. ولا بد من تحصين وتصليب الموقف الفلسطيني درءاً للاخطار التي يمكن ان تترتب عن اي تنازلات تمسها". وسئل عن احتمال تسلمه منصب الامين العام بعد الدكتور حبش في المؤتمر المقبل للجبهة، فقال: "من المبكر القول من هو الامين العام واعضاء المكتب السياسي"، لكنه اشار الى ان الدكتور حبش "يركز حالياً جهوده على محاولة انشاء مركز دراسات ليس بعيداً عن الجبهة بمعنى العلاقة، لكنه مستقل بمعنى نسبي بهدف اعداد ابحاث اساسية للقضية الفلسطينية". وزاد ان الدكتور حبش الذي شارك في ندوة في بيروت الاسبوع الماضي: "يشعر ويقدم رغبته بأنه لا يستطيع ان يواصل مسؤولياته كأمين عام في الجبهة، وهذا الامر سيعرض على الهيئات". وأشار ابو علي مصطفى الى ان المؤتمر السادس الذي سيعقد قبل نهاية العام الجاري سيتضمن "تمايزاً جديداً هو انها المرة الاولى التي ستشارك فيها كوادر الداخل التي ستكون شريكاً اساسياً بدءاً من عقد المؤتمرات القاعدية وصولاً الى المؤتمر. وهذه المرة ستنتخب اللجنة المركزية من الداخل والخارج وستكون الغالبية للداخل حسب الحجم التنظيمي". وعن تجربة المعارضة لاتفاقات اوسلو، اوضح ان "اسباب اخفاقها للتحول الى صيغ فاعلة داخل الشعب الفلسطيني هي عدم توفر وحدة مفهوم للجبهة الوطنية المتحدة وتغليب للفئوية واختلاف دائم على التكتيك مهما كان صغيراً وعدم احترام للآليات"، مؤكداً ان المعارضة كانت "عاجزة لانها عجزت عن تحويل خطها السياسي الى ممارسة فعالة. الموقف من اوسلو و"واي ريفر" صحيح لكن المعارضة عجزت - وهنا الازمة - ان تحول خطابها السياسي الى فعالية جدية وصيغ وتأطير تنظيمي في الوطن والشتات"، اي انها "عجزت عن تحويل نشاطها الى قطب في مواجهة السلطة". وفي القاهرة بدأت أمس اجتماعات اللجنة المركزية لحركة "فتح" برئاسة عرفات، وتوافد على القاهرة منذ اول من امس اعضاء اللجنة المركزية وعقدوا اجتماعاتهم في فندق ميرديان هليوبليس في ضاحية مصر الجديدة القريب من قصر الاندلس مقر إقامة الرئيس عرفات. كما وصل القاهرة مساء امس وفد الجبهة الشعبية يترأسه ابو علي مصطفى ويضم عبدالرحيم ملوح ممثل الجبهة في الاردن والضفة الغربية، وجميل مجدلاوي ممثل الجبهة في غزة، وماهر الطاهر عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية. وسيلتقي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اعضاء الوفد الممثل للجبهة الشعبية اليوم، ويتوقع ان تستمر الاجتماعات بين اعضاء اللجنة المركزية لفتح واللجنة المركزية للجبهة الشعبية لمدة يومين.