قال الزعيم اليساري المصري السيد خالد محيي الدين إن حزب التجمع لن يتراجع عن موقفه الرافض التطبيع مع اسرائيل، وهو الموقف الذي أعلنه منذ توقيع اتفاق كامب ديفيد ومعاهدة السلام مع الدولة العبرية قبل 21 عاماً. واستغرب استقالة وكيل نقابة الصحافيين من عضوية الحزب، لافتاً الى استمراره في منصبه النقابي على رغم مشاركة نقيب الصحافيين في "المؤتمر الأزمة". وانتقد محيي الدين اتهامات وُجّهت الى "التجمع" بأنه تراجع عن مواقفه في شأن التطبيع. وقال ل"الحياة": "إن التجمع واضح في سياساته. فلم يصدر بياناً يعلن فيه تغيير مواقفه او يدعو الى تطبيع العلاقات مع اسرائيل، أو السماح بالاتصال باسرائيليين". وزاد أن "السياسة مواقف وقناعات، وما زلنا مقتنعين بعدم جدوى التطبيع، منذ اعلان هذا الموقف العام 1978". وكان وكيل نقابة صحافيي مصر السيد عبدالعال الباقوري عضو اللجنة المركزية في التجمع الرئيس السابق لتحرير صحيفة "الاهالي"، قدم استقالته من الحزب احتجاجاً على مشاركة الامين العام الدكتور رفعت السعيد في اجتماع الاتحاد الدولي للمجالس الصحافية الذي استضافه المجلس الاعلى للصحافة في القاهرة، بسبب مشاركة وفد اسرائيلي في أعمال المؤتمر. لكن محيي الدين قال إن "مشاركة رفعت السعيد تمت في إطار مؤتمر دولي، ونحن لا نمتنع عن هذه الفعاليات منذ الستينات وحتى الآن. فمقاطعة التجمعات الدولية تؤدي الى الانعزال". ولفت الى أن "المجلس الاعلى اختار السعيد لعضويته بصفته شخصية عامة في المجتمع، وليس ممثلاً للتجمع، وكلفه بهذه الصفة اعداد ورقة الى المؤتمر الدولي. وشارك نقيب الصحافيين السيد ابراهيم نافع بالقاء كلمة في احدى الجلسات. وعلى رغم ذلك فإن أحداً لم يوجه له اتهاماً، ولم يستقل احد من مجلس النقابة في مواجهته، ولا يليق ان نتهم القيادات الوطنية بمواقف غير صحيحة". ورداً على سؤال في شأن "تبدل المفاهيم" بعد المتغيرات التي شهدتها المنطقة، قال محيي الدين إن "قرار المقاطعة وقت اتفاق كامب ديفيد استهدف عدم دعم هذا الاسلوب في التسوية السياسية، والذي اعتمد على النهج الفردي. فأصدرنا "بيان مقاومة التطبيع" الشهير على أساس منع اقامة علاقات طبيعية ودائمة مع المنظمات الاسرائيلية او الاشخاص، واستهدفنا من وراء ذلك منع استكمال دائرة التطبيع الشعبي مع الرسمي. لكننا في الوقت ذاته لم نقاطع الفعاليات الدولية في منظمات حقوق الانسان، او مؤتمرات السلام، وغيرها وكلها مؤيدة للحق الفلسطيني، ويشارك فيها اسرائيليون". وفي شأن استقالة الباقوري، قال محيي الدين إن "الخلاف على تفاصيل المبدأ وكيفية تطبيقه لا تعني الاختلاف على المبدأ ذاته. وأنصح الباقوري بعد أن زالت الانفعالات، بإعادة النظر في قراره، ومناقشة الموضوع بالعقل والحجة. فما حدث ليس خلافاً جذرياً ولا تعديلاً في موقف الحزب يستحق الاستقالة منه. فنحن على مواقفنا، ولم يحدث حتى الآن ما يستدعي تعديلها".