تشهد القاهرة مواجهات سياسية وقضائية جديدة وبوادر تصعيد شعبي في شأن مسألة الإتصال مع اسرائيليين إثر لقاء شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي وكبير حاخامات اليهود الغربيين اسرائيل لاو والذي جرى نهاية الشهر الماضي. وأصدر ممثلو خمسة إتحادات وروابط عربية وست نقابات ومنظمات مصرية بياناً أمس انتقد المقابلة ودعا إلى إنشاء أمانة لتنسيق الجهود الوطنية والإقليمية المعادية للتطبيع مع اسرائيل. وكان مندوبون عن إتحادات الصحافيين والمحامين والفنانين والصيادلة وأمانة مؤتمر الأحزاب العربية وممثلون مصريون عن إتحاد المهن الطبية ولجنة الدفاع عن الثقافة القومية واللجنة المصرية لمواجهة التطبيع والصهيونية والحركة الشعبية لمقاومة الصهيونية واللجنة المصرية لمقاطعة المنتجات الأميركية والإسرائيلية ونقابة الصحافيين، عقدوا إجتماعاً في مقر الأخيرة بالقاهرة لدراسة توحيد الجهود بين المنظمات المعادية للتطبيع. وأصدر البيان ما سماه محاولات إختراق جبهة معارضي التطبيع مع اسرائيل عبر "قرار الطرف المصري المشارك في إعلان كوبنهاغن تشكيل جمعية حركة القاهرة للسلام على غرار حركة السلام الآن الاسرائيلية". وزاد أن "لقاء طنطاوي ولاو أعطى دعماً غير محدود لجهود اسرائيل كسر المقاومة الشعبية للتطبيع معها". وقال مصدر شارك في الإجتماع لپ"الحياة": إن "تلك الوقائع تمثل خرقاً واضحاً للمواقف الشعبية الرافضة للتطبيع وتعمل على إقناع العرب وبخاصة المثقفين بخطأ فكرة المقاطعة للعدو الذي يحتل أراضي عربية في فلسطين وسورية ولبنان يمثل خطورة شديدة على مستقبل الحقوق العربية". ولفت البيان إلى أن "هذه التصرفات تأتي في ظل إنهيار عملية التسوية السياسية التي انطلقت من مدريد وتوالي العدوان الاسرائيلي على الشعبين الفلسطيني واللبناني". ودعا إلى عقد إجتماع في نقابة الصحافيين بالقاهرة يوم 18 كانون الثاني يناير الجاري لتأسيس أمانة التنسيق بين كل المؤسسات الشعبية والديموقراطية المصرية والعربية المناهضة للتطبيع والملتزمة بالثوابت العربية في الصراع العربي - الاسرائيلي. ولوحظ أن التلفزيون المصري خصص برنامجاً مساء أول من أمس استغرق نحو 60 دقيقة رد فيه طنطاوي على إنتقادات معارضي لقائه مع لاو، وقال: "القلة التي رفضت اللقاء لا أستطيع تغيير موقفها وأنا في سلوكي أقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي حاور أحبار اليهود، أما هؤلاء فمنطقهم سلبي وعاجز، وتخوفاتهم غير صحيحة. لقد اخبرتهم أنه لا أمان للاسرائيليين ما داموا مستمرين في ظلم إخواننا الفلسطينيين". وكان لقاء طنطاوي ولاو عكس ردود فعل متباينة في مصر، اذ اعلنت كل الهيئات والأمانات الازهرية تأييدها فيما انتقدته بشدة جبهة علماء الازهر، في الوقت الذي دافع فيه حزب الوفد الليبرالي عن شيخ الأزهر وهاجمه حزب العمل ذو التوجه الاسلامي والحزب الناصري وطالب الامام الأكبر بالاستقالة من منصبه. ووجه المحامي المصري نبيه الوحش إنذاراً على يد محضر لشيخ الأزهر يطالبه بالاستقالة خلال 15 يوماً وحذره من إقامة دعوى قضائية ضده. في غضون ذلك، تنظر المحكمة الإدارية في مصر بعد غد في اول دعوى في شأن قرارات أصدرتها نقابة الصحافيين تحظر الإتصال مع اسرائيليين، أقامها الكاتبان لطفي الخولي والدكتور عبدالمنعم سعيد يطالبان فيها بالغاء قرار إحالتهما للتحقيق بسبب مشاركتهما في إصدار إعلان كوبنهاغن وتأسيس التحالف الدولي من أجل السلام مع شخصيات إسرائيلية. ويعتبر الصحافيان أن موقفهما لا يعد تطبيعاً مع الدولة العبرية، فيما قال مصدر نقابي أن الإحالة إلى التحقيق تهدف إلى "منع محاولات الإلتفاف على قرار الحظر ومحاولة تفريغه من مضمونه".