سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فيما لبنان ينتظر جواباً عن المذكّرة الرئاسيّة ونتائج جولة لارسن. واشنطن تعمل لانسحاب "آمن ومنظّم" حتّى من دون اتّفاق وإسرائيل تؤكّده شاملاً و"حزب الله" يشكّك ويلوّح بالكاتيوشا
بيروت - "الحياة"، واشنطن، القدسالمحتلة - اف ب - ينتظر لبنان جواباً من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عن مذكرة الاستفسارات التي تسلمها مبعوثه تيري رود لارسن من الرئيس إميل لحود، وبالتالي نتائج جولة الموفد الدولي على دمشق وعمان وتل أبيب، لتتضح معالم مستقبل الوضع، في ضوء نية إسرائيل الانسحاب من جنوبلبنان، قبل 7 تموز يوليو المقبل. وفي حين اعلنت الولاياتالمتحدة استعدادها العمل مع اسرائيل للتوصل الى انسحاب "آمن ومنظم" من جنوبلبنان حتى في غياب اتفاقات مع سورية ولبنان، اكد رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال شاول موفاز ان الجيش الاسرائيلي لن يحتفظ بأي موقع في الجنوب بعد الانسحاب. إلا أن "حزب الله" شكك في أن يكون الانسحاب شاملاً، وإن اعتبر "أنه لم يعد مناورة"، مكرراً "أن المقاومة ستستمر، ما بقي شبر واحد محتلاً". فقد أعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية جيمس روبن مساء أول من أمس، ان واشنطن "تعتبر ان افضل خيار هو انسحاب القوات الاسرائيلية بعد التوصل الى اتفاق مع لبنان، لذلك يبدو من الضروري اولاً التوصل الى اتفاق بين سورية واسرائيل. ولكن في حال لم يتم ذلك، نريد ان نعمل مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ليتم الانسحاب بنظام وامن وفقاً لقرار مجلس الامن الدولي الرقم 425". وطلب من "جميع الاطراف المعنيين ان يعملوا ما في وسعهم بالتعاون معنا او مع جهات اخرى وكذلك مع الامين العام للامم المتحدة ليتم الانسحاب المحتمل بطريقة منظمة وآمنة". وفي حديث إلى التلفزيون الاسرائيلي قال الجنرال موفاز ان "الجيش الاسرائيلي سيعيد انتشاره على الحدود بين اسرائيل ولبنان، على الخط الذي كان لها إسرائيل في الماضي ولن تحتفظ بأي موقع متقدم في لبنان". وأضاف:"لن نعيد انتشارنا الى المواقع التي كنا نتمركز فيها قبل 1978، ولن نحتفظ بشيء هناك، في معزل عن مسألة الترسيم الدقيق للحدود الدولية". ونفى أي "تعارض" بين الجيش والسلطة السياسية يتعلق بالانسحاب الأحادي من لبنان. وقال ان "اسرائيل ليست جمهورية موز، فالجيش فيها يطبق قرارات الحكومة". واضاف ان "واجبنا تحذير الحكم من الخطر الذي ينطوي عليه انسحاب من جانب واحد، انما في هذا المجال ايضاً، يجب معرفة الامور". وفي بيروت، أيد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان"، المذكرة الرئاسية إلى أنان، "لأنها جاءت استكشافية وأثارت أسئلة واقعية، وهي تؤسس لفهم لبناني لا يتمكن معه الاسرائيلي من أخذ لبنان على حين غرّة، وتمثل وجهة نظر المقاومة". وقال إن قرار الانسحاب كان وعداً انتخابياً لباراك ومحاولة لاستدراج عروض لبنانية وسورية، "ولكن عندما تبين له أن الضغط لم يجدِ، وقع في فخ الاضطرار إلى الوفاء بالوعد، بسبب إنجازات المقاومة وضغط الرأي العام الاسرائيلي". وأضاف: "نستطيع القول إن الاسرائيلي يريد الانسحاب من لبنان، وانسحابه لم يعد مناورة، لكن النقاش يدور على حجمه وشكله وأطره". وإذ اتهم إسرائيل بمحاولة تفريغ القرار 425 من مضمونه، شدد على "ضرورة التضامن اللبناني - السوري، لمواجهة الطروحات الاسرائيلية". ولاحظ أن إسرائيل "هي التي أشاعت جو تهويل وتخوف من حصول توتر أمني بعد الانسحاب، وقد عززه، ويا للأسف، مسؤولون لبنانيون". وقال "علينا ألا نستبق الأمور، لأن ثمة سيناريوهات متعددة، ومنها اضطرار إسرائيل إلى الخروج من دون إحداث مشكلة أمنية، خصوصاً أنها تتوقع أن تكون لها المقاومة في المرصاد" وأعلن "أن صواريخ الكاتيوشا جاهزة لحماية المدنيين اللبنانيين، وموجودة على رغم كل الأجواء التي يشيعها الاسرائيليون عن الظروف المحيطة بهم". ودعا الناس "إلى الصبر وعدم الخوف، لأن الطرف الآخر يعيش حال إرباك غير عادية". ووصف المرحلة الراهنة بأنها "استكشافية"، متوقعاً "أن يكون الانسحاب الإسرائيلي واسعاً جداً، ولكن يبدو أنه لن يكون شاملاً إلى الحدود اللبنانية الدولية. فإذا حصل وبقي شبر واحد محتلاً، فالمقاومة ستستمر، وعليه يكون الخوف من الانسحاب الأحادي في غير محله". واعتبر "أن رفض لبنان الدخول في معركة مع الفلسطينيين نقطة إيجابية لمصلحة الحكم". وأشار إلى أن موضوع سلاح المقاومة "يناقش بعد انتهاء الاحتلال". وإذ أكد أن الانتخابات النيابية ستحصل في موعدها، في آب أغسطس المقبل، لم يستبعد احتمال تأجيلها "إذا كانت الأمور مرهونة بتطورات دراماتيكية في الجنوب".