بيروت، القدسالمحتلة - "الحياة"، أ ف ب - عارض رئيس الوزراء الاسرائيلي وزير الدفاع ايهود باراك اقتراح رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال شاول موفاز الاحتفاظ بمواقع عسكرية في جنوبلبنان في حال تنفيذ انسحاب من دون اتفاق في تموز يوليو المقبل. وشدد باراك على ان الدولة العبرية لا تريد سلاماً مع سورية "بأي ثمن واي شروط"، مشيراً في الوقت ذاته الى "ان باب التفاوض مع دمشق لم يغلق". لكنه ذكر خلال اجتماع لحزب العمل في حيفا امس انه لا يعرف متى ستستأنف المفاوضات، في حين اعلنت الخارجية الاميركية ان المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية ستستأنف في قاعدة جوية اميركية في 21 آذار مارس. وشدد مصدر رسمي لبناني على ان "بقاء اسرائيل في شبر واحد من الاراضي اللبنانية يعني انها عازمة على اعادة نشر جيشها، ما يعطينا الحق في استمرار المقاومة". وبعد ساعات على تأكيد واشنطن ان لا موعد محدداً لاستئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية نقل ناطق عن باراك قوله ان الدولة العبرية "تأمل بسلام مع سورية، لكننا لا نريد ذلك بأي شروط وبأي ثمن. ان يداً واحدة لا تصفق" في اشارة الى مدى رغبة دمشق في التوصل الى اتفاق. وتزامنت تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي مع محادثات اجراها مستشاره للشؤون الامنية داني ياتوم مع المبعوث الاوروبي المكلف ملف عملية السلام انخيل موراتينوس الذي ذكر ناطق باسمه ان هناك "فرصاً جيدة لاستئناف المفاوضات مع سورية في غضون اسابيع" بموجب اتفاق على الخطوط العريضة. الجنوب وبثت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية امس ان باراك اكد خلال لقائه موفاز امس انه يعارض خطة انسحاب من الجنوب قدمها الجيش، يقترح فيها رئيس الاركان الاحتفاظ بمواقع عسكرية على مئات الامتار داخل الاراضي اللبنانية. وتنص الخطة على تعزيز اجراءات الحماية في المناطق المحاذية للحدود الدولية مع لبنان، ونقل مراكز الجيش الاسرائيلي القائمة الآن وشق طرق جديدة لتسهيل مهمة المراقبة وتحديث السياج على طول الحدود. وبحسب الاذاعة الاسرائيلية، اقترح موفاز ان تحتفظ اسرائيل ب"حزام أمني" عرضه نحو نصف كيلومتر داخل الاراضي اللبنانية بغية جعل عمليات تسلل مجموعات كوماندوس او اطلاق نار من مسافة قريبة من جنوبلبنان في اتجاه اسرائيل، اكثر صعوبة. وتوقع مكتب التخطيط التابع للجيش المسؤول عن إعداد عملية الانسحاب الفجر تكثيفاً ل"النشاطات الارهابية" خلال الاشهر الاولى التي تلي الانسحاب من جانب واحد. وأوضحت الاذاعة ان المسؤولين العسكريين الاسرائيليين اشاروا الى اهمية قوة "الردع" التي ينبغي لإسرائيل ابقاءها وإظهار مقدرتها على شن عمليات في عمق الاراضي اللبنانية، مشيرة الى ان الخطة وضعت تطبيقاً لقرار الحكومة في الخامس من آذار مارس الانسحاب اذا لم يتم التوصل الى اتفاق في هذا الشأن مع بيروت او دمشق. وتابعت الاذاعة ان المناقصات المتعلقة بإجراء الاشغال التي سينفذها متعهدون مدنيون في اطار مشروع "الفجر" بدأت. يذكر ان باراك هدّد اول من امس بعدوان على لبنان في حال تعرض جنوده او المستوطنين لهجمات بعد الانسحاب. وقال خلال جولة على مستوطنات شمال إسرائيل: "لا أنصح أحداً بمحاولة اختبار ردّ اسرائيل بعد اعادة نشر قواتنا على طول الحدود الدولية". وأعلن "تشكيل فرق مكلفة الملف اللبناني منها ما يتعلق بالجوانب الأمنية لإعادة الانتشار" والمسائل المتعلقة بميليشيا "جيش لبنانالجنوبي". في بيروت، رفض مصدر رسمي التعليق على ما يدور بين الحكومة الاسرائيلية والجيش الاسرائيلي في شأن الانسحاب من لبنان، خصوصاً ان الخطة ليست واضحة بعد . وقال المصدر ل"الحياة" ان نقل الأحاديث الى العلن ليس إلا محاولة لإبقاء عامل الاثارة، مشيراً الى ان بقاء اسرائيل في شبر واحد من الاراضي اللبنانية "يعني بالنسبة إلينا أنها عازمة على إعادة نشر جيشها، وهذا يعطي لبنان كل الحق في استمرار المقاومة والتصدي للاحتلال".