مع اقتراب موعد الانسحاب الاسرائيلي، وفي وقت تقول اسرائيل أن اللبنانيين منقسمون على انفسهم في شأن هذه المسألة، اتسع نطاق معارضة قيادة الجيش الاسرائيلي لهذا الانسحاب. ونقلت مصادر صحافية اسرائيلية عن بعض جنرالات الجيش الاسرائيلي إن "المخاطر الناجمة عن الانسحاب الأحادي الجانب من جنوبلبنان تثير القشعريرة، ومن الصعب علينا ان نفهم كيف يتجاهلها رئيس الحكومة إيهود باراك؟". وانتقدت قيادات الجيش الطريقة التي يسير فيها باراك في الشأن اللبناني وحذرت من مغبة "التورط في شرك وطني". وقالت المصادر نفسها إن تقديرات المؤسسة الاستخبارية الاسرائيلية - بينها الاستخبارات العسكرية - تشير الى وجود "فرص عالية" لان تستمر الاشتباكات حتى بعد الانسحاب، ولكن في تلك الحال ستقع المعارك بين بيوت المستوطنات وعلى "الجدار الامني". ويرى هؤلاء القادة العسكريون أن ما يسعى باراك اليه من تنفيذ قرار الاممالمتحدة الرقم 425 وإحلال قوات دولية محل ميليشيا "جيش لبنانالجنوبي" ما هو الا "محاولة لإقامة أمن وهمي". وكان اللواء في الاحتياط اوري اور حذر من أن انسحاباً احادي الجانب "لن يوقف الحرب"، متوقعاً سقوط قتلى بين السكان المدنيين الاسرائيليين. ويقول مقربون من باراك ان الأخير مصمم على تنفيذ الانسحاب، وانه صم اذنيه عن اي انتقاد او نصح يقدمه إليه قادة الجيش، بمن فيهم الاصدقاء الحميمون. ونقلت الاذاعة الرسمية الاسرائيلية عن مسؤولين كبار في قيادة الجيش ان "ليس لدى الجيش رأي في الانسحاب الأحادي الجانب، وانه يقدم فقط إلى الطبقة السياسية، تداعيات مثل هذا الانسحاب ونتائجه". واضافوا ان بين تقديرات الجيش التي قدمها إلى باراك خلال الاجتماعات الاخيرة "اذا انسحبت اسرائيل من لبنان من دون اتفاق، فستزداد النشاطات الارهابية في المرحلة الاولى". واجرى باراك اتصالين هاتفين بالرئيس الفرنسي جاك شيراك والأمين العام للامم المتحدة كوفي انان خلال الساعات الاربع والعشرين الاخيرة للبحث في مسألة الانسحاب. وفي مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية، رأى الرئيس اللبناني السابق امين الجميل أن أي اتفاق بين سورية واسرائيل "يجب ان يتضمن انسحاب الجيشين الإسرائيلي والسوري من الاراضي اللبنانية". وانتقد في شدة تصريحات وزير الدفاع اللبناني غازي زعيتر.