اكدت مصادر سياسية إسرائيلية ل"الحياة" ان اتفاق سلام مع سورية "سيوقع" في ابريل نيسان المقبل، مشيرة إلى أن الاتصالات "على أعلى المستويات" بين الطرفين "تعالج القضايا العويصة"، وأعربت عن اعتقادها بأن مصادقة الحكومة الإسرائيلية اول من امس بالاجماع على اقتراح رئيسها ايهود باراك الانسحاب من جنوبلبنان المحتل في حلول تموز يوليو المقبل "باتفاق أو من دون اتفاق" يأتي في إطار هذه المفاوضات التي "لم تتوقف منذ محادثات شيبردزتاون" في الولاياتالمتحدة. وفي بيروت قالت مصادر وزارية لبنانية ل"الحياة" ان نصّ القرار الاسرائىلي يتحدث عن "الانسحاب باتفاق" كاحتمال، "لكنه لم يشر الى نوع الاتفاق، هل هو اتفاق سلام أم اتفاق حول الانسحاب، وهذا في حدّ ذاته فخ". راجع ص 3 و4 وكشفت المصادر الاسرائيلية، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، ان داني ياتوم مستشار باراك للشؤون الأمنية والسياسية التقى أخيراً مسؤولاً عسكرياً سورياً رفيع المستوى "لحل الخلافات" التي برزت في شيبردزتاون. وأضافت ان المفاوضات التي تجري بوساطة أميركية وبدونها تشمل التوصل إلى اتفاقات اقتصادية وديبلوماسية، اضافة إلى المتصلة بالمسائل الأمنية. وحسب المصادر ذاتها، فإن حكومة باراك لن تسمح لسورية في إطار الاتفاق المنشود، باستخدام مياه بحيرة طبرية وستقسم الحدود المتنازع عليها على طول خط الرابع من حزيران يونيو الذي لم يتم ترسيمه من قبل إلى قسمين ليكون ثلثاها لسورية والثلث المتبقي لإسرائيل. وفي مؤشر الى ان مصير عناصر ميليشيا جيش لبنانالجنوبي صار موضع بحث جدي في اسرائيل قبل الانسحاب المزمع من جنوبلبنان،رفضت المحكمة العليا في اسرائيل امس طلبات للجوء تقدمت بها اسر ثلاثة رجال يخدمون في ميليشيا جيش لبنانالجنوبي الامر الذي يثير علامة استفهام بشأن مصير الميليشيا الموالية لاسرائيل بعد انسحاب اسرائيلى من جنوبلبنان. وقالت المحكمة انها تشعر بارتياح تجاه التصريحات العلنية لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك بشأن التزامه عدم التخلي عن ميليشيا جيش لبنانالجنوبي التي تساعد القوات الاسرائيلية في قتالها لمقاومي حزب الله في المنطقة التي تحتلها اسرائيل في جنوبلبنان0 من جهة اخرى، علمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية في لندن ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ارسل المسؤول عن عمليات حفظ السلام في الشرق الاوسط وآسيا يواكيم هوتر الى بيروت في مهمة لم يعلن عنها. واستنادا الى المصادر، قام هوتر بجولة تفقدية لقوات حفظ السلام يونيفيل في جنوبلبنان والتقى عددا من كبار المسؤولين اللبنانيين "بهدف الاطلاع على ما تعتزمه الحكومة اللبنانية من اجراءات ميدانية بعد الانسحاب الاسرائيلي". وفي الوقت نفسه بدأ تشاور استطلاعي بين عدد من المندوبين في مجلس الامن في شأن المهمات التي ستكلف بها قوات "يونيفيل" في جنوبلبنان بعد الانسحاب. واشارت مصادر الى ان تساؤلات عدة طرحت في سياق التجديد الاخير لهذه القوات في كانون الثاني يناير الماضي، ومن ذلك هل ان مهمة "يونيفيل" ستمتد الى الحدود الدولية بعد الانسحاب ام تبقى في اماكن انتشارها الحالية في جنوبلبنان، وهل تعطى لها صلاحيات جديدة اكثر فاعلية ام تبقى صلاحياتها مقتصرة كما هي الان على مراقبة وقف النار". في غضون ذلك ، يشير مراقبون في دمشق الى تصورين لمستقبل مفاوضات المسارين السوري واللبناني، يتوقع اولهما ان يتوصل الطرفان الى اتفاق سلام في غضون اربعة او خمسة اسابيع. وفي مقابل ذلك، هناك تصور متشائم يرى اصحابه ان زيارتي الامير عبدالله والرئيس مبارك استهدفتا تقديم دعم لسورية ولبنان ضد احتمال قيام حكومة باراك ب"عدوان شامل" على لبنان، خصوصاً بعد تشكيل اللجنة الثلاثية الاسرائيلية قبل ثلاثة اسابيع، وارسال "رسالة قوية" الى الاسرائىليين بوجود "تضامن عربي فعلي" ضد احتمال كهذا بعد التضامن الشعبي والرسمي العربي مع اللبنانيين. لحود: لا فصل ببن المسارين وتركت اسئلة كثيرة حول غموض النص الاسرائىلي مجالاً للشكوك اللبنانية حول اهدافه ما دفع رئيس الجمهورية أميل لحود الى تأكيد ان "التوصّل الى السلام العادل والشامل لا يمكن ان يمرّ عبر محاولة ضرب وحدة الموقف اللبناني - السوري". واعتبرت مصادر رسمية لبنانية ان موقف لحود هذا يشكل حسماً لأي مراهنات على إمكان فصل المسارين اللبناني والسوري بسبب الاعلان الاسرائىلي عن نية الانسحاب. وفيما اشارت مصادر الى غموض في القرار الاسرائىلي بالنسبة الى الانسحاب حتى الحدود مع لبنان من دون ان يشير الى الحدود الدولية، ردّ رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص امس على سؤال عن استعداد لبنان لعقد اتفاق خاص مع اسرائيل حول الانسحاب، فأجاب: "كلا. نحن نرفض الدخول في أي اتفاق خاص حول الانسحاب، فنحن متمسّكون بقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 425، الذي يقضي بالانسحاب الاسرائىلي غير المشروط من لبنان، ونحن نتمنّى ان يتم الانسحاب بعد اتفاق تسوية سلمية شاملة في اطار تلازم المسارين اللبناني والسوري". اضاف الحص: "ذلك لأننا لا نأمن نوايا اسرائيل في حال تمّ الانسحاب من دون مثل هذا الاتفاق، هذا اذا لم يكن في الامر مناورة، علماً ان تجربتنا الطويلة في المواجهة مع اسرائيل حافلة بالمناورات الاسرائىلية". وقال الحص رداً على سؤال آخر ل"الحياة" ان لبنان "لن ينجر أو يستدرج الى بعض المواقف التي يسعى البعض الى استدراجه اليها". وكانت بيروت التي تستضيف السبت المقبل مؤتمر وزراء الخارجية العرب والبند الأول في جدول أعماله، الوضع في لبنان والاعتداءات الاسرائىلية، مسرحاً لعدد من الزيارات والاتصالات الخارجية. واتصل وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين أمس بالرئيس الحص لابلاغه ثبات الموقف الفرنسي بالنسبة الى لبنان، وأكد له، حسب مصادر لبنانية رسمية، أن لا تغيير في هذا الموقف على الاطلاق. وأوضحت المصادر نفسها "ان فيدرين أكد للحص أن ما ينقله اليه يعبّر عن اقتناع الرئيس الفرنسي جاك شيراك وكذلك اقتناع رئيس الحكومة الفرنسية ليونيل جوسبان، ما يعني ان هناك موقفاً فرنسياً واحداً من لبنان لم ولن يتغير".