} تطورت الأوضاع في اتجاه مواجهة بين روسيا من جهة والمجلس الأوروبي والأمم المتحدة من جهة أخرى، بعدما تجاهلت موسكو مهلة حددها الأوروبيون لوقف الحرب في الشيشان، فيما ألغي عدد من اللقاءات لمفوضة حقوق الإنسان ماري روبنسون، بينها مؤتمر صحافي، بعدما اتهمت الروس بتحويل "الحرب على الارهابيين إلى حرب على المدنيين". انتهت أمس الاثنين المهلة النهائية التي حددها المجلس الأوروبي لوقف الروس عملياتهم العسكرية في الشيشان ودخولهم في مفاوضات مع السلطة الشرعية في الجمهورية ممثلة بالرئيس أصلان مسخادوف. إلا أن وزارة الدفاع الروسية أكدت ان "العمليات الأساسية" لن تنتهي قبل مطلع الشهر المقبل، مشيرة إلى تحضيرها لهجوم هدفه منع تجمع المقاتلين الشيشانيين. ووصف وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف العمليات التي يقوم بها الشيشانيون بأنها "بقايا نشاط". وأضاف ان العدد الاجمالي للمقاتلين يراوح بين ألفين و2500 عنصر، علماً ان النائب الأول لرئيس الأركان العامة فاليري مانيلوف كان أعلن يوم الجمعة الماضي ان عددهم يراوح بين 3500 وأربعة آلاف. ولم توضح موسكو أين "اختفى" أكثر من 1500 مسلح، إلا أن الواضح أنها تخوض حرباً ديبلوماسية وإعلامية إلى جانب المعارك الميدانية. وفي إطار هذه الحرب، تلقت روسيا ضربة قوية من المفوضة العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ماري روبنسون والتي عادت إلى موسكو بعد جولة في القوقاز، وأعربت عن قلقها الشديد لما شاهدته من دمار في غروزني. وقالت روبنسون إن "كل المسؤولية عن انتهاكات حقوق الإنسان تتحملها السلطة الروسية". وأضافت ان الجانبين ارتكبا اثم العنف، لكنها وصفت ما قام به الروس بأنه "غير مبرر". وتساءلت عن سبب تحميل المدنيين ذنوب ما ارتكبه "ارهابيون". ويذكر ان روبنسون منعت من زيارة ما يُعرف بمعسكرات "الفرز" التي ينقل إليها الشيشانيون المشتبه بهم ويكونون تحت رحمة رجال الشرطة ويتعرضون إلى تعذيب وحشي. كما لم يسمح لها بزيارة بلدة "الدي" حيث قتل عشرات المدنيين أثناء عملية "تمشيط". ووصفت روبنسون ما يجري أنه "حرب ضد الارهابيين صارت حرباً ضد المدنيين". ومن دون توضيح الأسباب، لم يعقد مؤتمر صحافي كان مقرراً لروبنسون، كما ألغيت مواعيدها مع عدد من المسؤولين، ومن بينهم الناطق باسم الكرملين سيرغي ياسترجيميسكي الذي قال مبرراً ذلك ان المفوضة العليا تأخرت في عودتها إلى موسكو. وانتقد كلامها عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، قائلاً "إن عليها ان تتحدث بالملموس ... وهي تفتقر إلى التوازن في الكثير من تصريحاتها". والتقت المفوضة العليا بالنائب الأول لرئيس الأركان فاليري مانيلوف. وأعلن ان الجانبين اتفقا على "مراعاة الموضوعية والحياد وتفادي الانتقائية" في الحديث عن أحداث الشيشان. وأبدى الطرفان الاستعداد للقيام بتحقيقات مشتركة عن انتهاكات حقوق الإنسان. وأشار مانيلوف إلى أن موسكو تريد كشف الحقيقة عن حالات "تسيئ إلى سمعة القوات المسلحة"، في اشارة الى العقيد الروسي يوري يورانوف باغتصاب فتاة شيشانية ثم قتلها. ووحذرالقائد الميداني شامل باسايف بأنه سيعدم تسعة من رجال الشرطة الروس الأسرى لديه إذا لم توافق موسكو على مبادلتهم بالعقيد يورانوف.