} بدت الحرب القوقازية في طريقها الى تأزيم العلاقات بين روسيا وكل من الولاياتالمتحدة واوروبا. واتهم وزير الخارجية ايغور ايفانوف واشنطن ب"دعم الارهابيين" لاستقبالها وزير الخارجية الشيشاني. وأجرى ايفانوف محادثات "صعبة" مع رئيس المجلس الوزاري الاوروبي ديفيد اندريوس الذي اتهم روسيا بانتهاك التزاماتها كعضو في المجلس. تعاملت موسكو بعصبية واضحة مع قرار واشنطن استقبال وزير الخارجية الشيشاني الياس احمدوف رغم ان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن ذكر ان الاخير استقبل ك"مواطن من روسيا"، مشيراً الى انه التقى "موظفين" من المديريات المسؤولة عن قضايا حقوق الانسان واللاجئين وابلغ ان الولاياتالمتحدة "تؤيد وحدة اراضي روسيا". وطالب روبن بوقف فوري لاطلاق النار وانهاء ويلات ومآسي المدنيين. ولم تقنع هذه التوضيحات وزير الخارجية الروسي الذي قال ان مقابلة مسؤولين اميركيين لاحمدوف هو "دعم للارهابيين والانفصاليين ليس في روسيا وحدها". واضاف ان موسكو كانت على علم بالزيارة. وحذرت واشنطن من "رد فعل" على استقبال احمدوف. واستغرب ايفانوف استقبال "مبعوث للارهابيين الشيشانيين المرتبطين باسامة بن لادن الذي تعتبره واشنطن الارهابي الاول". وكان احمدوف قام بجولة في اوروبا وحصل على سمات دخول في عدد من دولها. لكنه لم يلتق رسمياً اياً من المسؤولين هناك. ويعتقد مراقبون ان لقاءاته في واشنطن ربما كانت محاولة من الولاياتالمتحدة للاعراب عن استيائها من استمرار الحرب واتخاذ موسكو قرارات اعتبرت انتهاكاً لحقوق الانسان ومنها منع عودة اللاجئين الشيشانيين الذين تراوح اعمارهم بين 10 و60 سنة. وأكد وزير الخارجية الايرلندي اندريوس الذي قابل ايفانوف امس ان روسيا اخلت بالتزاماتها كعضو في المجلس الاوروبي باستخدامها القوة "في صورة عشوائية غير مكافئة". وطلب من السلطات الروسية وقف العمليات الحربية التي قال انها "تثير قلقاً واسعاً في العالم". وأبدى قلقاً مماثلاً مالك سعيد اللايف احد اقرب حلفاء موسكو ورئيس "مجلس الدولة" الذي شكلته روسيا من الشيشانيين المتعاونين معها. وذكر سعيد اللايف اثر عودته من جولة في الشيشان ان الفي مدني قتلوا منذ بدء العمليات، في حين ان خسائر المسلحين الشيشانيين لم تزد عن ال200. واعتبر ما يعلنه الجنرالات الروس عن قتل بالآلاف بين المقاتلين "حديثاً ليس جدياً". وتوقع عمليات "طويلة وضارية" في عمق المناطق التي يسيطر عليها الروس. ووصف قرار منع الذكور بين 10 و60 سنة من العودة الى ديارهم بأنه "خطوة عنصرية وغير قانونية". وقال انها تضع الفتيان والرجال امام خيارين: اما الانخراط في صفوف المقاتلين او القبول بدخول "مراكز التصفية والترشيح" وهي عملياً معسكرات اعتقال. وقدمت موسكو معلومات متناقضة في شأن المعابر. فذكر بيان صدر صباح امس ان بعضاً منها فتح لعبور المسنين والنساء والجرحى، فيما اكد مراسلون ميدانيون ان السلطات تسمح فقط بالخروج من الشيشان وتمنع العودة اليها. ودافع النائب الاول لرئيس هيئة الا ركان الجنرال فاليري مانيلوف عن القرارات الاخيرة ووصفها بأنها "مؤقتة واضطرارية" وهدفها منع تحركات المقاتلين وألمح الى انها ستلغى بعد تحقيق "الهدف". واستمرت امس المعارك في غروزني والمناطق الجبلية القريبة، واعلن رئيس الاركان اناتولي كفاشتين ان قواته "تضيق طوق الحصار" على العاصمة الشيشانية وتستعد ل"تحريرها بالكامل" لكنه رفض تحديد مواعيد. وأعلنت القيادة الروسية مقتل زهاء 100 مسلح شيشاني في مقابل ثلاثة جنود روس. الا ان الساسة والصحافيين يشككون في صحة الأرقام الرسمية. وذكر الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف الذي يصعب اتهامه ب"التعاطف" مع الشيشانيين ان القوات الروسية "تتكبد خسائر كبيرة … وان كل حقوق الانسان تنتهك في الشيشان". ونقلت صحيفة "كسمولسكايا برافدا" عن خبراء عسكريين ان خسائر القوات الروسية بلغت حتى يوم الثلثاء الماضي 1300 قتيل وخمسة آلاف جريح و300 مفقود، فيما ذكرت المعلومات الرسمية ان عدد القتلى في حدود 750 والجرحى 2200.