دخلت حملة المحافظين في ايران على الاصلاحيين مرحلة جديدة امس لتطاول عدداً من المثقفين بعد تعطيل موقت ل16 مطبوعة، فيما أعلنت حال استنفار في صفوف ميليشيا "المتطوعين" البسيج بعدما كشفت "الحياة" عن استنفار "الحرس الثوري" الاسبوع الماضي. والتزم الرئيس محمد خاتمي "استراتيجية التهدئة" في مواجهة الأزمة المتفاقمة منذ بدء الحملة، على صحف الاصلاحيين، مشدداً على مواصلة اصلاحاته "وفق الأسس الثورية". لكن مستشاره علي أكبر محتشمي حمل بعنف على مواقف رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني ضد بعض القوى الاصلاحية. ولم تطوق تداعيات "فضيحة مؤتمر برلين"، اذ أحيل امس عدد من المثقفين الاصلاحيين على محكمة الثورة التي تنظر في القضايا المتعلقة بأمن الدولة. وسيخضع هؤلاء للتحقيق في شأن مواقف ادلوا بها في المؤتمر الذي عُقد يومي السابع والثامن من نيسان ابريل الجاري تحت عنوان "ايران ما بعد الانتخابات" البرلمانية، واعتبره المحافظون مُهيناً للنظام الاسلامي في ايران. وكانت محكمة الثورة أصدرت مذكرات استدعاء بحق المشاركين في المؤتمر، ومنهم رجل الدين حسن يوسف أشكوري يطالب المحافظون بنزع لباسه الديني وعزت الله سحابي احدى الشخصيات الليبرالية، واكبر غنجي الصحافي المعروف بكتاباته المستندة الى المعلومات الأمنية، والذي اعتقل أخيراً. وواكبت الحملة القضائية، وتعبئة الشارع المحافظ ضد الاصلاحيين اجراءات عسكرية، اذ أعلنت قوات "المتطوعين" انها في حال استنفار تحسباً لمواجهة مع "المخلين بالأمن" مما يعني الاستعداد لقمع اي تظاهرة قد تتحول الى اضطرابات. وتتبع هذه القوات "الحرس الثوري" وهي بأمرة المرشد آية الله علي خامنئي، ويقدر عدد عناصرها بخمسة ملايين. وكانت "الحياة" كشفت الاسبوع الماضي ان "الحرس" وضع في حال استنفار وان الاجازات ألغيت في صفوفه، فيما اعطيت أوامر بالتصدي الحازم لأي اضطرابات قد تندلع على غرار صدامات تموز يوليو 1999. واكدت جماعة "أنصار حزب الله" انها "مستعدة لمواجهة أي نوع من الفتنة والاضطرابات"، فيما لوحت قوات "المتطوعين" في طهران بأنها لن تسمح ب"تكرار احداث معركة أُحُد ومعركة صفين" التي مهدت لظهور الخوارج. ويحشد المحافظون اليوم أنصارهم في جنوبطهران تأييداً لمواقف خامنئي الذي كان حذر من ان بعض صحف الاصلاحيين تحول الى "قاعدة للاعداء". وجدد خاتمي امس تحذيره من وجود محاولات لضرب الاستقرار داعياً الى الرد عبر صناديق الاقتراع في الدورة الثانية من الانتخابات البرلمانية المقررة الجمعة المقبل. وحاول الرئيس ان ينأى عن تهمة "الاصلاحات الاميركية" عبر تأكيده ان اصلاحاته ترتكز الى "مبادئ الثورة، والقيادة ولاية الفقيه ودستور الجمهورية الاسلامية" راجع ص2. ووجه محتشمي دعوة الى رفسنجاني كي لا يتحول الى "مشجع للأزمات بعدما كان حيادياً يعمل لحلها".