} واصل المحافظون في ايران إحكام قبضتهم على الساحة الداخلية، بينما بدأ الطلاب الاصلاحيون تحركاً احتجاجياً "خجولاً" اثر تعطيل صدور 13 مطبوعة. وعلمت "الحياة" ان هناك تعليمات بالتعاطي بحزم مع اي تظاهرة قد تؤدي الى اضطرابات، وان الاجهزة المكلّفة حفظ أمن طهران والتابعة في شكل اساسي ل"الحرس الثوري" وُضعت في حال استنفار منذ عشرين يوماً، وأُلغيت الاجازات في صفوف "الحرس" في الوقت ذاته تحدثت صحيفة "صبح إمروز" عن وجود "مافيا" وراء الاجراءات الاخيرة ضد الاصلاحيين. اكدت مصادر قريبة الى "الحرس الثوري" استنفار قواته وقالت ل"الحياة": "لن يُسمح بتكرار الاضطرابات التي شهدتها طهران في تموز يوليو الماضي". وكان "الحرس" هدد بضرب "رؤوس الاصلاح الاميركي" بعد رفض المرشد آية الله علي خامنئي الاصلاح على الطريقة الاميركية، واتهامه بعض الصحف الاصلاحية بأنها تحولت الى "قواعد للأعداء". وعطّل القضاء الايراني حتى الآن ثلاث عشرة مطبوعة اصلاحية، بينها تسع صحف وأربع اسبوعيات، ومن ابرز الصحف التي لم يطاولها الاجراء صحيفة "صبح إمروز" التي حذّرت امس من جود "مافيا" تقف وراء الاجراءات الاخيرة ضد الاصلاحيين. وأصدر القضاء ايضاً أمراً باعتقال احد رجال الدين الاصلاحيين حسن يوسف أشكوري، بسبب مواقفه في مؤتمر برلين الذي عقد تحت عنوان "ايران ما بعد الانتخابات البرلمانية" واثار غضب المحافظين اذ اعتبر اهانة لنظام الجمهورية الاسلامية. وسيمثل أشكوري المقرّب من الليبراليين امام محكمة رجال الدين، ويُعتقد انه ما زال في المانيا، واللافت في قرار القضاء انه شمل اتهامات كبيرة لأشكوري منها "إنكار بعض المُسلّمات الدينية المقدسة، وممارسة نشاط ضمن امن البلاد، ودعاية ضد النظام". يذكر ان المؤتمر نظّم بمبادرة من مؤسسة "هاينريش بول" يومي السابع والثامن من الشهر الجاري، ووصفه المحافظون بأنه "فضيحة". الى ذلك، ردّت أحزاب التيار الاصلاحي على الحملة ضد صحافتها، وعلى استغلال المحافظين مؤتمر برلين، مؤكدة وجود "محافل مقتدرة" تظن ان بإمكانها وقف "الاصلاحات الشعبية" عبر اغلاق الصحف. واتهم الاصلاحيون اطرافاً محافظة بأن لديها "مافيا لصنع الازمات المتلاحقة، وافتعال التوتر في طريق الاصلاحيين، عقاباً للشعب بسبب تصويته لهم في انتخابات الرئاسة عام 1997، وفي الانتخابات البرلمانية الاخيرة، وبهدف التصدي للرئيس محمد خاتمي والحكومة والبرلمان" الجديد. وحذّر بيان لجبهة الاصلاحيين من "قيام هذه المافيا بإثارة التوتر، لمواصلة مخططها" داعياً الى "الحذر والتزام الهدوء". وتوقعت مصادر في التيار الاصلاحي ان يُصدر القضاء "مذكرات جلب" بحق بعض الشخصيات الاصلاحية وبينها شخصيات دينية. وقالت ل"الحياة" ان الاصلاحيين يعملون لاحتواء الازمة "كي لا تضيع المكتسبات التي حصلوا عليها بفوزهم الساحق في الانتخابات البرلمانية". وشدد القضاء على "قانونية" اجراءاته وقال آية الله محمود هاشمي شهرودي رئيس السلطة القضائية: "قواعد الاعداء يجب ان تُعطّل وينبغي ألا يشعر المتخلفون قانونياً بأنهم في مأمن من العقاب. أوامر قائد الثورة المرشد يجب ان ينفذها جميع المسؤولين والاجهزة المعنية". في غضون ذلك، اعتصم طلاب في جامعة "خواجه نصير الدين الطوسي" في طهران احتجاجاً على تعطيل الصحف الاصلاحية، بعد تجمع عفوي لطلاب جامعة طهران مساء اول من امس. وفي ظل مخاوف الاصلاحيين من "حلقات ازمة متواصلة" لوحظ ان مجلس صيانة الدستور لم يعلن بعد مصادقته على نتائج الانتخابات البرلمانية في طهران، والتي حقق فيها التيار الاصلاحي فوزاً ساحقاً فيما اعلن المجلس رأيه في الانتخابات في 206 دوائر من اصل 207 في الاقاليم، فبات في البرلمان الجديد 185 نائباً من اصل 290، وأُلغيت نتائج الاقتراع في 7 دوائر تضم 9 مقاعد. واكد المجلس حصول "تلاعب" في طهران قد يؤدي الى الغاء نتائج بعض صناديق الاقتراع. وتحدث عن اختلاف كبير يُعدّ سابقة، بين النتائج المعلنة عبر وزارة الداخلية ونتائج اعادة الفرز، مما يؤدي الى التشكيك بصحة الانتخابات.