الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف وصل الى جمهورية انغوشيتيا وسينتقل قريباً الى موسكو لكي يسلم نفسه الى الرئيس المنتخب فلاديمير بوتين في اطار مبادرة سلمية لإنهاء الحرب. هذا السيناريو نشرته امس صحيفة "سيفودنيا" وذكرت انه يستند الى معلومات "خاصة" تفيد ان الكرملين قرر اصدار عفو عن مسخادوف حالما يسلم نفسه، ثم تبدأ بعد ذلك عملية واسعة النطاق ضد المسلحين الراديكاليين المتبقين في الشيشان. وساطة ونفى الرئيس الانغوشي رسلان أوشيف ان يكون مسخادوف وصل الى الجمهورية، وقال ان ما نشر "غير معقول" وانه صدر عن أشخاص لا يدركون طبيعة الشيشانيين وطبع رئيسهم. واكد أوشيف انه اجرى فعلاً اتصالات لنقل اقتراحات متبادلة بين الكرملين ومسخادوف، ولكنه ذكر ان مواقف موسكو التي رفضت أخيراً مبادرات وعروضاً شيشانية لوقف النار والمعارك التي استؤنفت في اطار "حرب الكمائن" جعلت الاتصالات "لا جدوى منها في الوقت الحا ضر". وتوقع أوشيف تصعيداً وضحايا كثيرة في الحرب، وقال ان ما يجري حالياً يكرر ما حصل في 1996 عندما كان فريقان يتصارعان في موسكو يدعو احدهما الى "القتال حتى النفس الأخير" ويطالب الثاني بتسوية سياسية. وأعرب آوشيف عن أسفه لأن دعاة السلام "قلائل في حاشية الرئيس وليس لهم النفوذ الذي يتمتع به العسكريون". وتقلصت الآمال في تسوية سياسية بعدما سخرت موسكو من اقتراح مسخادوف لوقف النار وقال انه "لا يسيطر على شيء". وذكر الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي امس ان مسخادوف "ما زال قادراً على التمتع بالعفو ... اذا كف عن المقاومة واستسلم". الا انه من جهة اخرى اعتبر قيامه بمثل هذه الخطوة "انتحاراً سياسياً" اي ان موسكو تضع الرئيس الشيشاني امام اشكالية معقدة لا مخرج منها الا... بمواصلة القتال. وواصلت القوات الفيديرالية امس غاراتها الجوية المكثفة على المناطق الجبلية حيث الوحدات الاساسية للمقاومة الشيشانية. ومن جهة اخرى أعربت موسكو عن استيائها الشديد لإصدار لجنة الاممالمتحدة لحقوق الانسان قراراً يتحدث عن "الاستخدام العشوائي وغير المتناسب للقوة العسكرية" وعن انتهاكات واسعة لحقوق الانسان في الشيشان، ويطالب بتشكيل لجنة للتحقيق في هذه الانتهاكات. وذكرت وزارة الخارجية الروسية ان موسكو "ليست ملزمة" تنفيذ القرار واعتبرت صدوره نتيجة ل"ضغط اعلامي غربي". وقالت انه صيغ "وفق خبرة تقاليد الحرب الباردة".