أعرب الكرملين عن تخوفه من "هدوء يثير القلق" في الشيشان عشية الانتخابات الرئاسية التي تجرى في عموم روسيا يوم الأحد، إلا أن الاقتراع في إطارها بدأ فعلاً في القوات الروسية المرابطة في غروزني، واطلق جنود روس سكارى النار على مقر "الحكومة الشيشانية" المتعاونة مع موسكو، فيما توقف توزيع الخبز على 212 ألف لاجئ شيشاني في انغوشيتيا بسبب وقف التمويل الروسي. وأشارت وزارة الداخلية الروسية إلى "تزايد حوادث اطلاق النار على مخافر ومواقع القوات الروسية في المناطق المحررة". وذكرت قيادة وزارة الدفاع أنها أكملت أمس، "تنظيف" بلدة كمسمولسكويه التي استمر القتال فيها أسبوعين. واعترف الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيميسكي بأن جنوداً سكارى اطلقوا النار على مقر "الحكومة الشيشانية" المتعاونة مع روسيا في مدينة غوديريس، وذكر أنهم سيساقون إلى محكمة عسكرية. وكان هذا الحادث تزامن مع الزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين إلى غروزني وأعلن خلالها استعداده للتفاوض مع "شيشانيين". وأوضح ياسترجيميسكي ان المقصود ليس الرئيس المنتخب شرعياً أصلان مسخادوف بل الأطراف المتعاونة مع موسكو. وأبرز المتعاونين، محافظ غروزني السابق بيسلان غانتميروف، الذي كان حكم عليه بالسجن لست سنوات بسبب اختلاس أموال مخصصة لإعمار ما هدمته الحرب السابقة، إلا أن الكرملين أصدر أمراً بالعفو عنه كي يقود ميليشيا متحالفة مع القوات الروسية. ولدى زيارة بوتين إلى غروزني ظهر غانتميروف إلى جانبه وعانقه وأصغى إلى حديث همس به بوتين في اذنه كي لا يسمعه الآخرون. ومطلوب من المتعاونين مع موسكو تأمين "مشاركة" شيشانية في الانتخابات الرئاسية الروسية. وتوجه إلى غروزني رئيس لجنة الانتخابات المركزية الكسندر فيشيناكوف وتوقع ان يشارك أكثر من 50 في المئة من 450 ألف ناخب مسجل، وهي النسبة المطلوبة للإقرار بشرعية الاقتراع. إلا أن الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف الذي ينافس بوتين على الرئاسة، أشار إلى ان 385 ألف شيشاني شاركوا في انتخاب الرئيس أصلان مسخادوف عام 1996، واستغرب ان "يرتفع" عدد الناخبين إلى 450 ألفاً بعدما هجر الشيشان زهاء 300 ألف شخص. وأكد ان عدد القسائم التي سترسل إلى الشيشان بلغ 517 ألفاً، "ما يشير إلى نية تزوير". وبدأ جنود وضباط القوات الروسية، البالغ عددهم زهاء 100 ألف، الأدلاء بأصواتهم مبكراً في الانتخابات الروسية. وذكر ياسترجيميسكي ان في الشيشان "هدوءاً يثير القلق"، وتوقع "طعنات في الظهر" عشية الانتخابات الرئاسية. وليس واضحاً كيف ستضمن موسكو "التصويت" ل212 ألف شيشاني لجأوا إلى انغوشيتيا. وابلغ رئيس انغوشيتيا بوتين ان توزيع الخبز على اللاجئين توقف أمس بسبب حجب الأموال التي رصدت لذلك. وأكد اوشيف ان اللاجئين ما برحوا على قيد الحياة بفضل مساعدات الدول الأجنبية. وتساءل: "كيف يمكن دعوة هؤلاء إلى المشاركة في الانتخابات في الوقت الذي يتركون تحت رحمة القدر ويحرمون من لقمة الخبز"؟