} اعترفت موسكو بأنها "كانت على علم" باتصالات اجراها اثنان من رؤساء جمهوريات شمال القوقاز مع الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف. الا ان الكرملين أكد ان "الموقف من مسخادوف لم يتغير". واشار وزير الدفاع ايغور سيرغييف الى مواصلة عمليات واسعة للقضاء على المقاومة قرب بلدة تسنتروي. أبلغ رئيس جمهورية انغوشيتيا رسلان اوشيف التلفزيون الحكومي الروسي امس الأربعاء، انه يجري محادثات مع الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف ابتداء من كانون الثاني يناير الماضي. واعرب عن استعداده للتوسط بين الرئيس الشيشاني وموسكو. ولم يوضح اوشيف هل عقد لقاءات مباشرة مع مسخادوف، الا انه قال ان مبادرته "لا تجد الصدى المطلوب". وفي الوقت نفسه، اكد رئيس جمهورية اوسيتيا الشمالية الكسندر دزاسوخوف انه "لم يمض اسبوع وحتى يوم واحد من دون ان تجرى اتصالات بيننا وبين مسخادوف سواء عن طريق مباشر أو غير مباشر". وأضاف انه على علم ب"الخطوط العامة لاتصالات مماثلة عبر قناة موازية". وتابع ان أياً من الساسة والقادة في شمال القوقاز "لا يفعل شيئاً ويعني الاتصالات مع مسخادوف من دون علم السلطات الروسية". واقترح ان يكلف الرئيس المنتخب فلاديمير بوتين شخصية ما لعقد لقاء مع مسخادوف، اذ ان "مصلحة الجميع ان تقترب لحظة تقليص عدد الضحايا والدمار". ولا يثير موقف اوشيف الاستغراب، ذلك ان انغوشيتيا والشيشان كانتا جمهورية واحدة حتى عام 1992، واوشيف معروف بتعاطفه مع الشيشانيين الذين تربطهم صلات قرابة وثيقة بالانغوش. وانتقل 212 ألف شيشاني للاقامة في الجمهورية المجاورة، ولذا فإن البحث عن حل سلمي كان أمراً مألوفاً بالنسبة الى الرئيس الانغوشي. وثمة وضع مختلف بالنسبة لدزاسوخوف الذي يترأس جمهورية تعد "ركيزة" موسكو في القوقاز. وهو يتمتع شخصياً باحترام واسع منذ كان من أبرز رجال الصف الثاني في القيادة السوفياتية في عهد الزعيم السابق ميخائيل غورباتشوف. ورأى المراقبون ان تصريحات دزاسوخوف قد تشير الى ان الكرملين بارك اتصالات سرية مع مسخادوف وطلب عدم الكشف عنها، لحين ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية في روسيا. وطلب من رئيس اوسيتيا الشمالية ان يعلن عنها في محاولة لجس النبض. وفي أول رد فعل رسمي، قال الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان المركز الفيديرالي على علم "باتصالات مسخادوف ودزاسوخوف"، لكنه أضاف "انها كانت على مستوى شخصي". وتابع ان موقف موسكو من مسخادوف "لم يتغير". وكان ياسترجيمبسكي اكد سابقاً ان موسكو لن تبحث مع مسخادوف "أي موضوع باستثناء الدعوى الجنائية" المرفوعة ضده بتهمة "العصيان المسلح". الا ان المراقبين لاحظوا انه اكتفى امس بصيغة غير واضحة تترك هامشاً للمناورة. ولوحظ ان وكالة "ايتار تاس" الرسمية التي تستخدم عادة صفة "الارهابيين" في حديثها عن القادة الشيشانيين، وصفت مسخادوف بأنه "متطرف" وهي كلمة اعتبرها المراقبون "تخفيفاً" للهجة الرسمية. وأشارت الوكالة الى ان القيادة الروسية على علم بوجود الرئيس الشيشاني في منطقة جبلية قرب بلدة شاتوي على بعد 75 كيلومتراً من غروزني، وذكرت انه يقود مجموعة من 400 شخص تقوم بمناورات مستمرة في تلك المنطقة. ولم يعلن عن أي عمليات في هذه المنطقة، الا ان وزير الدفاع الروسي ذكر ان قواته واصلت "تصفية المقاتلين قرب بلدة تسنتروي الجنوبية واحبطت محاولاتهم للتسلل الى السهول للقيام بعمليات تخريبية تتزامن مع انتخاب رئيس للدولة الروسية".