تحدث الكرملين للمرة الأولى عن "حوار مباشر" مع الشيشانيين. وأكد وزير الخارجية ايغور ايفانوف ان هذا الحوار "سيسفر عن نتائج ملموسة" لتحقيق تسوية سياسية. راجع ص 7 إلا أن الوزير لم يحدد الجهة التي تتحاور معها موسكو. وكان الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي اعترف قبل اسبوعين بأن المركز الفيديرالي "على علم" باتصالات يجريها الرئيسان الانغوشي رسلان آوشيف والاوسيتي الكسندر دزاسوخوف مع نظيرهما الشيشاني اصلان مسخادوف. ولم تسفر تلك الاتصالات عن نتائج اذ أن موسكو وضعت شروطاً اعتبرها الشيشانيون "تعجيزية". وبعد مرور اسبوعين تقدم مسخادوف بمبادرة جديدة للإعلان عن هدنة، ولبى واحداً من أهم شروط موسكو بتحميله القادة الميدانيين الذين غزوا داغستان مسؤولية اشعال فتيل الحرب. ويرى مراقبون ان ايفانوف صاغ تصريحه عن "الحوار المباشر" بعبارات غامضة لا تحدد الطرف الشيشاني المفاوض، إلا ان المحللين في موسكو يرون ان الحديث عن "احتمال" المفاوضات يعد بحد ذاته خطوة مهمة. ولوحظ ان موضوع حقوق الانسان في الشيشان احتل الحيز الأكبر في البيان الذي صدر أمس عن الرئيس فلاديمير بوتين، فيما غابت عنه مسألة الحل السياسي لأزمة الشيشان ووضعها القانوني. وقال الرئيس الروسي في بيانه ان "التحقيقات تتناول وقائع خرق حقوق الانسان بما في ذلك حالات سوء استعمال السلطة التي حصلت خلال عملية الارهاب في شمال القوقاز". وحمل البيان الروسي على "نظام دودايف - مسخادوف" الذي "اغتصب السلطة في هذا الجزء من روسيا الاتحادية" وأورد قائمة طويلة من الجرائم منها خطف الرهائن والاتجار بهم والقتل الجماعي، ونسب هذه الأعمال الى "العصابات التي أساءت الى الدين الاسلامي" في حربها ضد سكان الشيشان. وأضاف ان التحقيق يطاول أيضاً الأعمال غير القانونية التي اقترفها الجنود الروس الذين "سينالون عقابهم". وخلافاً للتوقعات لم يتطرق بيان الرئيس الروسي الى الحل السياسي لأزمة الشيشان ولا الى مفاوضات مع جهات شيشانية.